![]() |
حديث آ« إِنْ بَيَّتَكُمُ الْعَدُوُّ فَقُولُوا (حم) لاَ يُنْصَرُونَ آ».
الشيخ الفاضل الكريم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته شيخي بارك الله فيكم و أحسن الله إليكم و حفظكم من كل سوء سؤالي لفضيلتكم عن معنى هذا الحديث أن النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: آ« إِنْ بُيِّتُّمْ فَلْيَكُنْ شِعَارُكُمْ حم لاَ يُنْصَرُونَ آ». رواه أبو داوود و حديث آخر رواية الترمذي : آ« إِنْ بَيَّتَكُمُ الْعَدُوُّ فَقُولُوا (حم) لاَ يُنْصَرُونَ آ». فهل تكرمتم شرح المعنى المراد منهما فضلا لا أمرا , أعلى الله من قدركم. و للتوضيح أنا لست ممن يريد ترويج شيء بشأن الأحداث الجارية و لكن شغلني معنى الحديثين . جزاك الله خيرا و نضر الله وجهك و أجاب دعواتي لك التي أدعو الله لك بها في صلواتي http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . قال الخطابي : معناه الخبر ، ولو كان بمعنى الدعاء لكان مجزوما ، أي : لا يُنْصَروا ، وإنما هو إخبار كأنه قال : والله إنهم لا ينصرون . اهـ . وهذا له ثلاث فوائد : الأولى : من باب التفاؤل . والثانية : ليعرف بعضهم بعضا في الظلام أو عند مُفاجأة العدو لهم . قال الشوكاني : قَوْلُهُ : ( حم لا يُنْصَرُونَ ) هَذَا اللَّفْظُ فِيهِ التَّفَاؤُلُ بِعَدَمِ انْتِصَارِ الْخَصْمِ مَعَ حُصُولِ الْغَرَضِ بِالشِّعَارِ ، وَهُوَ الْعَلامَةُ فِي الْحَرْبِ ، يُقَالُ : نَادَوْا بِشِعَارِهِمْ ، أَوْ جَعَلُوا لأَنْفُسِهِمْ شِعَارًا . وَالْمُرَادُ أَنَّهُمْ جَعَلُوا الْعَلامَةَ بَيْنَهُمْ لِمَعْرِفَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ هُوَ التَّكَلُّمُ عِنْدَ أَنْ يَهْجُمَ عَلَيْهِ الْعَدُوُّ بِهَذَا اللَّفْظِ . اهـ . الثالثة : من باب إخافة العدو وإرهابه . وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَال : غَزَوْنَا مَعَ أَبِي بَكْر زَمَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ شِعَارُنَا : أَمِتْ أَمِتْ . رواه الإمام أحمد وَأَبُو دَاوُد والنَّسَائِيّ في الكبرى . وهذا أسلوب معروف حتى اليوم في الجيوش ! واستخدام الحرب النفسية على العدو . ولذلك صاح الشيطان في المسلمين ، وسيصيح بهم مستقبلا ! أما صيحته التي مضَتْ فهي يوم أُحُد ، حينما صاح في الناس : ألا إنّ محمدا قد قُتل ! وأما المستقبلية ، فهي في قُبيل نزول عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام . قال عليه الصلاة والسلام : فيفتتحون قسطنطينية ، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد عَلّقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان : إن المسيح قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ ، فيخرجون وذلك باطل ، فإذا جاءوا الشام خَرَج .. الحديث . رواه مسلم . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 12:01 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى