![]() |
مَن يتكلم بعد الفجر أو ينتقِل مِن مكانه هل يفوته أجر الجلوس حتى الشروق ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت أن بعد الفجر لمن ينتظر الشروق لكى ينال ثواب حجة وعمرة تامة أن يجلس فى مكانه ولا يتكلم فأحيانا أنتظره أنا وأمى نذكر الله , فإذا أردنا شئ من أحد كلمناه بالإشارة ومن تكلم أحيانا لا ينتظر الشروق يعنى لأن الثواب فاته هكذا بصراحة يا شيخ أشعر أنى فى بدعة لكن لا أعرف تكييفها !!! 1- هل فعلنا سنة أم بدعة ؟ 2-وهل لو أحببتُ إرشاد أحد عن شئ فى الدين بعد الفجر يضيع الثواب علىَّ ؟ 3-وهل لو قمت من مكانى لدراسة العلم الشرعى بأن أستمع لشريط على النت فانتقلت لغرفة أخرى هل آخذ الثواب أم لا ؟ بارك الله فيكم ....وهدانا وإياكم إلى ما يحب ويرضى من صالح القول والعمل الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِك رضي الله عنه قَال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَة ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّة وَعُمْرَة . قالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَامَّة تَامَّة تَامَّة . رواه الترمذي ، وصححه الألباني . وليس شرطا أن لا يتكلّم الإنسان في ذلك الوقت وإنما يكون أغلب حاله في ذِكْر الله تعالى . أما القيام عن المكان والانتقال إلى مكان آخر بحيث يَخرج عن مُصلاّه ؛ فالذي يظهر أنه يفوته هذا الأجر . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الملائكة تُصلّي على أحدكم ما دام في مُصلاّه الذي صَلّى فيه ما لم يُحدث تقول : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه . رواه البخاري ومسلم . وفي رواية : حتى يَنصرِف أو يُحدِث . وفي رواية : ما لم يَقُم مِن صلاته أو يُحدِث وهذا الحديث بوّب عليه الإمام البخاري : باب مَن جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد . فإذا لم يَخرُج مِن المسجد ، ولم يُحدِث لم يَفته الأجر . رَوى الإمام مالك عن نُعيم بن عبد الله الْمُجْمِر أنه سمع أبا هريرة يقول : إذا صلى أحدكم ثم جلس في مُصَلاّه لم تزل الملائكة تصلي عليه : اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه . فإن قام مِن مُصَلاّه فجلس في المسجد ينتظر الصلاة ، لم يَزل في صلاة حتى يُصَلِّي . قال ابن عبد البر : قيام المُصلّي مِن مُصلاّه لا يُخرِجه مِن أن يكون له ثواب المصلي إذا كان مُنْتَظرا للصلاة ، إلاّ أنه لا يُقال إنه لا تُصلّي عليه الملائكة كما تُصلي على الذي في مصلاه ينتظر الصلاة . اهـ . وقال الباجي : بَيَّن في هذا الحديث أن انتظاره للصلاة - وإن كان في غير مجلس في صلاته الأولى - بِمَنْزِلة الصلاة ، وأن جلوسه في مُصلاّه بعد صلاته مما يقتضي صلاة الملائكة عليه . ولعله إن جَلس في مُصلاّه ينتظر الصلاة يجتمع له الأمْران . اهـ . بينما قال ابن رجب في شرح حديث " الملائكة تُصلّي على أحدكم ما دام في مُصلاّه " : فهذا يَدلّ على أنه إذا تَحوّل مِن مَوضع صلاته من المسجد إلى غيره من المسجد انقطع حُكم جلوسه في مصلاه، فإن جلس ينتظر الصلاة كان حكمه حكم من ينتظرها ، وصَلَّت عليه الملائكة أيضا ، فإن لم يجلس منتظرا للصلاة فلا شيء له ؛ لأنه لم يجلس في مُصلاّه ، ولا هو مُنْتَظِر للصلاة . اهـ . فَمَن بَقِي في مكانه خَرَج مِن الخلاف ، وحصّل الفضل بلا خِلاف . وإدراك هذا الفضل مرتبط بتحقيق هذه الأمور : الأول : صلاة الفجر في جماعة الثاني : البقاء في المسجد أو المُصلَّى حتى تطلع الشمس الثالث : صلاة ركعتين بعد ارتفاع الشمس . فمن لم يُصلِّ الفجر في جماعة ، فالذي يظهر أنه لا يُدرك هذا الفضل ، إلا أن تكون المرأة قد احتسبت صلاتها في بيتها وأنها أفضل مِن صلاتها في المسجد ، فأرجو أن لا يَفوتها هذا الأجر . وسبق : ما صحة حديث (من قال في دبر صلاة الفجر لا إله إلا الله وحده لا شريك له ... ) ؟ https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13730 وللفائدة : هل صحيح أنَّ الملائكة تظل تدعو للمُصلّي ما دام جالسا في مُصلاّه حتى ولو كان صامتا ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=17243 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم |
الساعة الآن 11:04 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى