![]() |
يقول : لو قابلني أحد المشركين يجب عليّ ألا أكلمه في العقيدة ؟
يقول أحد عناصر التبليغ : إنه لو قابلني أحد المشركين يجب عليّ ألا أكلمه في العقيدة ، وإذا استطعت أن أجعله يُصلي أولاً فهذا أفضل ، علما بأن المشرك هذا ليس من خارج المسلمين ، ولكنه صوفي يعبد المقابر . http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب: هذا قصور في الفهم ، وقِلّة في العِلم ، فإن الصلاة لا تُقبَل ممن كان مُشرِكاً ، لقوله تعالى : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) . فالشِّرك يُحبِط العمل . والْمُشْرِك لا تنفعه صلاة ولا صيام ولا صدقة ولا حج ولا جهاد في سبيل الله . فَلَو صلّى لم تنفعه صلاته طالما أنه مُشرِك ؛ لأن الشرك يُحبِط العمل . فيجب تصحيح العقيدة قبل تصحيح العبادة . وقوله : " يجب عليّ ألا أكلمه في العقيدة " . نقول له : يجب أن تُكلِّمه أول ما تُكلِّمه في العقيدة ، لأن التوحيد ومعرفة الله والبراءة من الشِّرك أول واجب على المكلَّف . قال الشيخ حافظ حَكمي رحمه الله : أول واجِـب على العبيد *** معرفـة الرحمـن بالتوحيد إذ هو من كل الأوامر أعظم *** وهو نوعان أيا من يفهم إثبات ذات الرب جل وعلا *** أسمائه الحسنى صفاته العلى وأنـه الربّ الجليل الأكبر *** الخالـق البارئ والمصَـور والنبي صلى الله عليه وسلم كان يُكلِّم الناس بالتوحيد ، بل إنه مَكَث في مكة ثلاث عشرة سنة يَدعو الناس إلى توحيد الله . وقد يقول قائل : هذا كان بالنسبة لدعوة المشركين ، ونحن نتكلّم عن المسلِم الذي وقع في الشِّرك . والجواب عن هذا : أن يُقال إن النبي صلى الله عليه وسلم أنكَر على أصحابه الذين قالوا كلمة واحدة ، شابَهوا فيها المشركين ، وذلك لِحدَاثَة إسلامهم . روى الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه أنهم خرجوا عن مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين قال : وكان للكفار سِدرة يَعكفون عندها ويُعَلِّقُون بها أسلحتهم ، يُقال لها : ذات أنواط . قال : فمررنا بسدرة خضراء عظيمة ، فقلنا : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قلتم والذي نفسي بيده كما قال قوم موسى : ( اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ) إنها السنن ! لتركبن سنن من كان قبلكم سُنة سُنة . فهؤلاء الأخيار الذين أسلموا ، وصَحِبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُجاملهم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر ، بل إنه عليه الصلاة والسلام أنكَر عليهم قولهم . وهذا يَردّ قول القائل : إنه يجب عليه أن لا يُكلِّمه في العقيدة . وأنكَر عليه الصلاة والسلام قيام أصحابه وهو عليه الصلاة والسلام جالس ، فقال لهم : ولا تقوموا وهو جالس كما تفعل أهل فارس بعظمائها . رواه أبو داود . وأنكَر النبي صلى الله عليه وسلم على معاذ سُجوده له عليه الصلاة والسلام . روى الإمام أحمد وابن ماجه من طريق عبد الله بن أبي أوفى قال : لما قَدِم معاذ من الشام سجد للنبي صلى الله عليه وسلم . قال : ما هذا يا معاذ ؟ قال : أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم ، فوددت في نفسي أن نفعل ذلك بك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلا تفعلوا .. الحديث . إلى غير ذلك مما يَرُدّ هذا القول جُملة وتفصيلا ! والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 04:28 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى