![]() |
هل في الشرع ما يسمى بالروحاني
السؤال :
هل في الشرع ما يسمى بالروحاني ؟ وهل من يدعى بأن له روحاني يعمل له ويكسب من ورائه مكسبه حلال ؟وهل يمكن لي أن أتعامل معه أو استلف منه إذا دعت الضرورة ؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : ليس في الشرع ما يسمى بالروحاني ، كما أن الكسب المتحصّل من وراء مثل ذلك لا يَجوز ، لأنه إما أن يكون عن طريق خدمة الشياطين لهذا الإنسان أو عن طريق الكسب الحرام كالسّرقة ونحوها . وهذا يستعمله دجاجلة الصوفية ! ومن ذلك ما جاء في سيرة الحلاّج أنه كان قد أنفذ أحد أصحابه إلى بلاد الجبل ووافقه على حيلة يعملها ، فسافر وأقام عندهم سنين يُظهر النسك والعبادة وإقراء القرآن والصوم حتى إذا عَلِمَ أنه قد تمكّن أظهر أنه قد عَمِي فكان يُقاد إلى مسجد ويَتَعَامَى شهورا ، ثم أظهر أنه قد زَمِن فكان يُحمَل إلى المسجد حتى مَضَتْ سنة على ذلك وتقرّر في النفوس زمانته وعَماه ، فقال لهم بعد ذلك : رأيت في النوم كأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لي إنه يطرق هذا البلد عبد مجاب الدعوة تُعافى على يده ، فاطلبوا لي كل من يجتاز من الفقراء فلعل الله أن أُعافى ، فتعلّقت النفوس بذلك العبد ، ومضى الأجل الذي بينه وبين الحلاج فقدِم البلد ولبس الصوف وعَكَف في الجامع فتنبهوا له وأخبروا الأعمى ، فقال : احملوني إليه ، فلما حصل عنده وعَلِمَ أنه الحلاج قال : يا عبد الله إني رأيت مناما - وقصّه عليه - فقال : من أنا وما مَحَلّي ؟ ثم أخذ يدعو له ومسح يده عليه ، فقام المتزامن صحيحا بصيراً ، فانقلب البلد وازدحموا على الحلاّج فتركهم وسافر ، وأقام المعافى شهورا ثم قال لهم : إن من حق الله عندي وردّه جوارحي عليّ أن أنفرد بالعبادة ، وأن أُقيم في الثغر ! وأنا أستودعكم الله ، فأعطاه هذا ألف درهم وقال : اغز بها عني ، وأعطاه هذا مئة دينار وقال : اخرج بها في غزوة ، وأعطاه هذا مالاً ، وهذا مالاً ، حتى اجتمع له ألوف دنانير ودراهم ، فَلَحِق بالحلاّج ، وقاسمه عليها ! وهكذا يُلبّسون على الناس ويستحلّون أموالهم ، تارة باسم الزّهد ، وأخرى باسم الكرامات والكشف ! وتارة باسم الروحاني ! وتارة بأسماء الأولياء ! وشفاء المرضى ! إلى غير ذلك من طُرُق الدّجل والْحِيَل التي يأكلون بها أموال الناس بالباطل . ولو كان أحد يستغني عن السعي وطلب الرزق لكان أولى الناس به سادة الْخَلْق ، وهم الأنبياء والرُّسُل ، فإنهم كانوا يمشون في الأسواق ، ويَطلبون الرزق ، بل كان بعضهم يَجوع ، ولم يَكن لهم من يتكفّل بأرزاقهم ، كما يَزعم الدراويش والذين يَحتالُون على الناس . قال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ ) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وجعل رزقي تحت ظل رمحي . رواه الإمام أحمد . قال أبو طلحة رضي الله عنه : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر ، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجرين . رواه الترمذي . وكان عليه الصلاة والسلام يَمرّ عليه الشهر تلو الشهر ولا يُوقَد في بيته نار . قالت عائشة رضي الله عنها لعروة : يا ابن أختي ! إنْ كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ، ثلاثة أهلّة في شهرين وما أُوقِدتْ في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار . قال عروة : فقلت : يا خالة ما كان يُعيّشكم ؟ قالت : الأسودان التمر والماء ، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كانت لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانهم ، فيسقينا . رواه البخاري ومسلم . فلو كان أحد يُكفى الرزق وطلبه لكان الأنبياء أولى الناس بذلك لِعظِم التكليف الذي أُنيط بهم . ومثل هؤلاء الذين يَزعمون أن لهم من يأتيهم بالأرزاق ، لا تخلوا أموالهم من شُبهة ، كالسرقة والشعوذة ونحوها ، فلا يَجوز التعامل معهم لمن علِم بأحوالهم . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 06:08 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى