![]() |
قول : ( ثور الله في أرضه أو في برسيمه )
س: ما حكم قول : ( ثور الله في أرضه أو في برسيمه ) حيث تطلق عادةً على الإنسان القوي الجسم لكنه جاهل غبي لا يفقه شيئاً ؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : قول ( ثور الله ) يقتضي تشريف وتخصيص ، ولا وَجْه له هنا ؛ فأي تشريف أو تخصيص في مثل هذا المقام . وليس مثل قول ( ناقة الله ) فإن النسبة هنا نسبة تشريف وتخصيص . قال ابن القيم رحمه الله : المضاف إلى الله سبحانه نَوعان : صِفَات لا تقوم بأنفسها ، كالعِلْم والقدرة والكلام والسمع والبصر ، فهذه إضافة صفة إلى الموصوف بها ، فعلمه وكلامه وإرادته وقدرته وحياته صفات له غير مخلوقة ، وكذلك وجْهه ويَده سبحانه . والثاني : إضافة أعيان مُنفصلة عنه ، كالبيت والناقة والعبد والرسول والروح ، فهذه إضافة مخلوق إلى خَالِقه ، ومصنوع إلى صانعه ، لكنها إضافة تقتضي تخصيصا وتشريفا يتميز به المضاف عن غيره ، كبيت الله ، وإن كانت البيوت كلها ملكًا له ، وكذلك ناقة الله ، والنوق كلها ملكه وخلقه ، لكن هذه إضافة إلى إلهيته تقتضي محبته لها وتكريمه وتشريفه ، بخلاف الإضافة العامة إلى ربوبيته حيث تقتضي خَلْقه وإيجاده ، فالإضافة العامة تقتضي الإيجاد ، والخاصة تقتضي الاختيار . اهـ . فالذي يَظهر المنع من ذلك القول لِسببين : الأول : تَنْزِيه الله تعالى عن مثل هذه الإضافة التي ليس لها تشريف ولا تخصيص . الثاني : ما فيه مِن ازدراء الناس واحتقارهم ، وهذا هو الْكِبْر ، كما عرّفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ ، وَغَمْطُ النَّاسِ . رواه مسلم . والمعنى : احتقارهم . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 07:56 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى