ما هي آداب العزاء و المعزّي ؟
 

الشيخ // عبدالرحمن السحيم وفقه الله
السلام عليكم الله وبركاته،، وبعد:
حصلت وفاة لصديق.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وإنا لله وإنا إليه راجعون..
واستأذنت.. من الأصحاب في تقديم واجب العزاء لأسرته.. وكان.. من بين الحضور (( شاب )) أحسبه والله حسيبه طالب علم .. ويدرس.. في معهد القضاء العالي.. وسينال درجة الدكتوراة عما قريب..
فلقت: سأذهب لتعزيتهم.. فقال: " الناس توسعوا في العزاء" وأصبحوا يرتكبون أمورا منهي عنها؟!وتحدث كثيرا.. وقال بأن المتوفى ليس بقريب لي فكيف تذهب للعزاء.. وخلال حديثه لم يذكر ولا دليلا واحدا على ما تطرق له !!
سؤالي ياشيخ: هو ما الضابط في زيارة العزاء ؟
وما كان نهج سلف الأمة في هذه المسألة ؟
وما هي المعايير المطلوبة إن كانت هنالك معايير في الأشخاض إن كانوا مثل صاحبنا ؟!
أرجو إفادتي عاجلا.. وجزاك الله خير الجزاء..

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وأحسن الله عزاءك وأعظم أجرك وغفر لميتك

فرق - حفظكم الله - بين الجلوس للعزاء وبين حضور مجالس العزاء

فالأول : مُتعلّق بأقارب الميت ويُنهون عنه خاصة إذا كان يُصاحبه جزع وتجديد أحزان وصناعة طعام حتى كأنهم في ولائم !
وعليه يُحمل قول جرير بن الله البجلي رضي الله عنه : كُـنّـا نعُدّ الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعه الطعام بعد دفنه من النياحة .

فإذا كان هناك اجتماع وصنيعة طعام للحاضرين فهذا الذي ينطبق عليه قول جرير رضي الله عنه .

والثاني : مُتعلّق بالمعزِّين الذين يحضرون لعزاء أولياء الميت ، وقد جاء الحث على تعزية من مات له ميت من غير أن يُقيّد بزمان أو وقت مُعيّن .
كما في قوله عليه الصلاة والسلام : ما من مؤمن يُعزِّي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة . رواه ابن ماجه .

وعليه يُحمل قول سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله : إذا حضر المسلم وعزى أهل الميت فذلك مستحب ؛ لما فيه من الجبر لهم والتعزية ، وإذا شرب عندهم فنجان قهوة أو شاي أو تطـيّب فلا بأس كعادة الناس مع زوارهم .

وقد كنت سألت شيخنا الشيخ العلامة عبد الكريم الخضير – حفظه الله - عن حضور مثل هذه المجالس فقال : الأمور بمقاصدها .
فإن كان في حضور مثل هذه المجالس تسهيل وتيسير على الناس فلا حرج من غير أن تكون كالولائم .

ثم إن العزاء لا يختص بقريب ولا بصديق ، لعموم قوله عليه الصلاة والسلام : ما من مؤمن يُعزِّي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة .

فالتعزية مشروعة للمسلم لما فيها من تخفيف الْمُصاب ، وتسلية المكلوم .

والله أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد