![]() |
ما صِحّة حديث : " إذا رأيتم الكفار فضيّقوا عليهم " ؟
السلام عليكم
ما صحة الحديث القائل : إذا رأيتم الكفار فضيقوا عليهم ؟ وكيف يكون ذلك ؟ بارك الله فيكم و جزاكم خير الجزاء الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك . قَالَ عليه الصلاة والسلام : لا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلا النَّصَارَى بِالسَّلامِ ، فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ . رواه مسلم . وذلك لِمَا في هذا مِن إظهار لِعِزّة المسلم ، وذِلّة الكافر وصَغاره . وهذا كما قال تعالى في إذلال الكفار : (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآَخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) . وذلك لأن الكُفر ذِلّة ومهانة ، ويُراد إيصال تلك الرسالة إلى الكافر ، ليَحْمِله ذلك على طلب العِزّة ، ونَبْذ الذلة والصغار . ومن هذا الباب ما كان يفعله السلف مِن استرداد السلام إذا سلّم أحدهم على كافر ، وهو يَظنّه مُسْلِما . قال معتمر : بلغني أن أبا هريرة مَرّ على يهودي فَسَلَّم ، فقيل له : إنه يهودي ، فقال: يا يهودي، ردّ عليّ سلامي ، وأدعو لك ، قال : قد رددته ، قال : اللهم كثر مالَه وولده . رواه ابن أبي شيبة . ومرّ ابنُ عمر بنصراني فسلَّم عليه ، فَرَدّ عليه ، فأُخْبِر أنه نصراني ، فلما عَلِم رَجَع إليه فقال : ردّ عليّ سلامي . رواه البخاري في " الأدب المفْرَد " . قال الباجي : وما رُوي عن عبد الله بن عمر أنه استقاله [يعني : النصراني الذي سلّم عليه ] ، فإنه يُحتمل أنْ يُعْلِمه أنه أخطأ ، ولم يَعْرِفه حين سَلّم عليه ، على وَجْه الصَّغَار له ، ولئلا يَعتقد ذلك هو أوْ غيره أن عَبدَ الله يَعتقد قَصْده بابتداء السلام . اهـ . وقال العيني : وإن سَلّم على رجل ظنه مسلما فإذا هو كافر ؛ استُحِب أن يَردّ سلامه ، فيقول : ردّ عليّ سلامي ، والمقصود مِن ذلك : أن يُوحِشه ، ويُظهر له أن ليس بينهما إلْفَة . اهـ . وقال ابن حجر : ونقل ابن العربي عن مالك : لو ابتدأ شخصا بالسلام وهو يَظنّه مُسلما ، فَبَانَ كافرا ؛ كان ابن عمر يَسترد منه سلامه ، وقال مالك : لا . قال ابن العربي : لأن الاسترداد حينئذ لا فائدة له ، لأنه لم يحصل له منه شيء لكونه قصد السلام على الْمُسْلم . وقال غيره : له فائدة ، وهو إعلام الكافر بأنه ليس أهلا للابتداء بالسلام . قلت : ويتأكد إذا كان هناك مَن يُخشى إنكاره لذلك ، أو اقتداؤه به إذا كان الذي سَلَّم ممن يُقْتَدَى به . اهـ . ومعنى " اضطروهم إلى أضْيَقِه " أي : لا يُوسّع للكافر ، ولا يُحتَرَم . قال ابن حجر : قال القرطبي في قوله : " وإذا لَقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه " معناه : لا تَتَنَحَّوا لهم عن الطريق الضيِّق إكراما لهم واحتراما . وعلى هذا فتكون هذه الجملة مناسبة للجملة الأولى في المعنى ، وليس المعنى إذا لقيتموهم في طريق واسع فألْجِئوهم إلى حَرْفه حتى يَضيق عليهم ؛ لأن ذلك أذى لهم ، وقد نُهينا عن أذاهم بغير سبب . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 11:12 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى