![]() |
مِمَ احترز شيخ الإسلام بهذا القول (عين المسمى وللمسمى) ؟
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد في مسألة أسماء الله وصفاته ذهب الحافظ أبو بكر البيهقي رحمه الله ، إلى أن الاسم هو عين المسمى ، وهو رأي لبعض السلف ، بينما اختار شيخ الإسلام رحمه الله التفصيل ، وأن ذلك لا يلجأ إليه إلا عند الاستفسار عن الاسم هل هو عين المسمى أم غيره ، وإلا فالإطلاق الصحيح الموافق للأدلة الشرعية هو القول بأن الاسم للمسمى . فما الفرق بين العبارتين ، (عين المسمى وللمسمى) ، وما المعنى الموهم في عبارة البيهقي رحمه الله ، الذي احترز منه شيخ الإسلام رحمه الله . http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب: بارك الله فيك الذي رجّحه جمع من أهل العلم : السكوت عما سُكِت عنه ، وعدم الخوض فيه ، إلا أنه عند السؤال . وهذا مثل لفظ ( الْجِهة ) فإنها لا تُنفى ولا تُثبت ، إلا عند الاستفصال والسؤال . لأنه قد يُراد بها حق ، وقد يُراد بها باطل . ولذا كان العلماء يُسألون من نَفَى الجهة بقولهم : ماذا تقصد بذلك ؟ وقد نقل ذلك وبسطه ابن أبي العز في شرح الطحاوية . والذي احترز منه شيخ الإسلام ابن تيمية هنا هو إطلاق الاسم على المسمى ، وهو لفظ مُحدَث ، ومن يُطلقه قد يُريد به معنى آخر ، وهو الفرار من إثبات الأسماء أو من إثبات الصفات ، فيقول الاسم هو المسمى . والصحيح كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية أن الاسم للمسمى . فإذا قلنا : الله هو الرحيم الرحمن .. أثبتنا ثلاثة أسماء ، بمقتضى أن الاسم للمسمى . بينما إذا قيل : الاسم هو المسمى .. فالْمُثْبَتَ اسم واحد . قال الإمام ابن جرير الطبري : وأما القول في الإسم أهو المسمى أم غير المسمى ، فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيُتَّبَع ، ولا قول من إمام فيُسْتَمَع ؛ فالخوض فيه شين ، والصمت عنه زين . وذَكَر الإمام اللالكائي عن الأصمعي وعن أبي عبيدة معمرة بن المثني : إذا رأيت الرجل يقول الاسم غير المسمى فأشْهَد عليه بالزندقة . قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية : وكذلك قولهم : الاسم عين المسمى أو غيره . وطالما غلط كثير من الناس في ذلك وجهلوا الصواب فيه ، فالاسم يُراد به المسمى تارة و يراد به اللفظ الدال عليه أخرى ، فإذا قلت : قال الله كذا ، أو سمع الله لمن حمده ، ونحو ذلك فهذا المراد به المسمى نفسه ، وإذا قلت : الله اسم عربي ، والرحمن اسم عربي ، والرحيم من أسماء الله تعالى ، ونحو ذلك ، فالاسم ها هنا هو المراد لا المسمى ، ولا يُقال غيره لما في لفظ الغير من الإجمال ، فإن أُرِيد بالمغايرة أن اللفظ غير المعنى فَحَقّ ، وإن أُريد أن الله سبحانه كان ولا اسم له حتى خلق لنفسه أسماء ، أو حتى سماه خَلْقه بأسماء من صنعهم ، فهذا من أعظم الضلال والإلحاد في أسماء الله تعالى . اهـ . وهنا : استفسارات ونقاش حول صفات الله تعالى ومنهج السلف فيها وهل هي معلومة المعنى ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6109 تفويض المعنى ، هل هو مذهب أهل السنة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3719 أريد أن أعرف معنى التفويض فى الأسماء والصفات http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1135 هل الصفات هي عين الذات ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3898 معنى الوَجه في قول النبي صلى الله عليه وسلم "...تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ ..." http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=3538 ما معنى شِرْك التشبيه ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=10327 والله أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 09:56 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى