![]() |
ما هي الأقوال المأثورة التي تحث على التشهير بأهل البدع?
السلام عليكم و رحمة الله الشيخ الفاضل -حفظه الله - ما هي الأقوال المأثورة التي تحث على التشهير بأهل البدع .. وهل هناك أحاديث تحث على ذلك بارك الله فيكم .. سلام عليكم http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وحفظك الله ورعاك . وبارك الله فيك . لا بُدّ من مُقدِّمات قبل الجواب : الأولى : الكلام في أهل البِدَع والتشهير بهم لا يكون على حساب السنة ونشرها ، فإن بعض الناس ربما نشر البدعة ، وهو يُريد قمع البدعة ! فقد يكون في كلامه ضَعْفًا ، فيكون ناشِرا للبدعة ، من حيث لا يشعر . وقد يُكثر الكلام في هذا الباب حتى يترك نشر السنة الصحيحة ، وأقوى ما تُرَدّ به البدعة هو نشر السنة الصحيحة ؛ لأن قُبْح البدعة يَظهر بإظهار محاسن السنة . الثانية : أن لا يكون في الكلام في أهل البدع تشهير بهم ، وتعريف بأشخاصهم ! ولذا كان بعض السلف يَكْره نَشْر أقوال أهل البدع ، وإن كان القصد التحذير منها ؛ لأن من شأن ذلك الإبقاء على كلام أهل البدع ، بل وإشهار أشخاص المبتدعة . الثالثة : أن يكون القصد هو ردّ القول بغضّ النظر عمّن قاله ، إلاّ إذا دَعَت الحاجة إلى ذِكر الأسماء صراحة . الرابعة : أن يُفرَّق بين من وقع في البدع - أو في شيء منها - وبين من كان داعية إلى البِدَع رأسًا في الضلالة . فقد جَعَل الله لكل شيء قَدْرا . ولذا يُفرِّق أهل العلم بين النوعين . الخامسة : أن يكون الكلام في أهل البِدَع بعد التثبّت من أمرين : الأول : كون هذا الأمر بِدعة . الثاني : أن تثبتُ نسبة الكلام إلى ذلك القائل ، إذا ما دَعَت الحاجة إلى التشهير به . لأن من الأقوال ما لا يثبت عمّن نُسِبت إليه ، فيكون المتكلِّم ظالما لأخيه بِذِكْر أقبح ما يَعلَم عنه ، كما قال ابن سيرين رحمه الله : ظُلمٌ لأخيك أن تذكر منه أسوأ ما تعلم ، وتَكْتُم خيره . السادسة : أن يُفرَّق بين البدع الكِبار ، وبين البدع الصِّغار . قال الإمام الذهبي : قال الذهبي : البدعة كبرى وصغرى . وقال : البدعة على ضربين : فبدعة صغرى ، كغلو التشيع ، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرّف ، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق ، فلو رُدّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية ، وهذه مفسدة بينة . ثم بدعة كبرى ، كالرفض الكامل والغلو فيه والحطّ على أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - والدعاء إلى ذلك ؛ فهذا النوع لا يُحْتَجّ بهم ولا كَرامة ... فالشيعي الغالي في زمان السلف وعُرْفهم هو مَن تَكَلّم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارَب عَليا - رضي الله عنه - وتَعرّض لِسَبِّهم ، والغالي في زماننا وعُرْفنا هو الذي يُكَفِّر هؤلاء السادة ، ويتبرأ من الشيخين أيضا ؛ فهذا ضَال مُعَثَّر . اهـ . السابعة : أن يُفرَّق بين عالم ومُتعالِم ، فالعالم يُعذر ما لا يُعذر المتعالِم ؛ لأن العالم الذي وقع في شيء مِن البِدع اجتهد فأخطأ . وعلى هذا أئمة أجلاّء من شيوخ الإسلام ، ومن شيوخ الأئمة الأربعة أو بعضهم ، مثل : قتادة بن دعامة ، ووكيع بن الجرّاح ، وعبد الرزاق الصنعاني . وغيرهم كثير . قال الإمام الذهبي رحمه الله - في ترجمة محمد بن نصر المروزي - : ولو أنا كلما أخطـأ إمـام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفـوراً لـه ، قُمنا عليه وبدَّعْنَاه وهجرناه ، لما سَلِمَ معنا لا ابن نصر ولا ابن مندة ولا من هو أكبر منهما ، والله هو هادي الخلق إلى الحق ، وهو أرحم الراحمين ، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة . إذا عُلِم هذا فقد وردت نصوص في التحذير من البِدَع وأهل البِدَع ، ومن ذلك : عموم النصوص التي تُحذِّر من الافتراق ونبذ السُّـنَّـة . قال ابن مسعود رضي الله عنه : اتَّـبِعوا ولا تَبْتَدِعوا ؛ فقد كُفِيتم . رواه الدارمي . وقال رضي الله عنه : إنا نَقْتَدِي ولا نَبْتَدِي ، ونَتَّبِع ولا نبتدع ، ولن نَضِلّ ما تَمَسَّكْنا بِالأثر . رواه اللالكائي . وقال رضي الله عنه : عليكم بِالعِلْم قبل أن يُقْبَض ، وقَبْضه أن يَذْهب أهله - أو قال أصحابه- وقال : عليكم بِالعِلْم ، فإن أحدكم لا يَدْرِي متى يُفْتَقر إليه ، أو يُفْتَقَر إلى ما عنده ، وإنكم ستجدون أقواما يَزْعمون أنهم يَدْعونكم إلى كتاب الله وقد نَبَذوه وراء ظهورهم ، فَعَليكم بِالعِلْم وإياكم والـتَّبَدع ، وإياكم والـتَّنَطّع ، وإياكم والتعمق ، وعليكم بِالعَتِيق . رواه اللالكائي . والمقصود بـ " العَتِيق" أي : الأمْر الأول الذي مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عليه . وأما التشهير بأهل البِدع فهو مُقيَّد بالقيود والضوابط السابقة . والله أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 06:43 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى