![]() |
هل خروج النساء مع النبي عليه الصلاة والسلام في الغزوات يعني مشروعية جهادهن ؟
هل خروج النساء مع النبى عليه الصلاة و السلام فى الغزوات يعنى مشروعية جهادهن؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته جاء عن النبى عليه الصلاة و السلام ما يأتى :- اجتمع علي بن أبي طالب وأبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح فتماروا في أشياء ، فقال لهم علي بن أبي طالب : انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسأله ، فلما وقفوا على النبي عليه السلام قالوا : يا رسول الله جئنا نسألك ، قال : إن شئتم سألتموني وإن شئتم أخبرتكم بما جئتم له ، قالوا أخبرنا يا رسول الله ، قال : جئتم تسألوني عن الصنيعة لمن تكون ؟ ولا ينبغي أن تكون الصنيعة إلا لذي حسب أو دين ، وجئتم تسألوني عن الرزق يجلبه الله على العبد ، الله يجلبه عليه فاستنزلوه بالصدقة ، وجئتم تسألوني عن جهاد الضعيف ، وجهاد الضعيف الحج والعمرة ، وجئتم تسألوني عن جهاد المرأة ، وجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها ، وجئتم تسألوني عن الرزق من أين يأتي وكيف يأتي ، [ أبى ] الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يحتسب عن علي بن الحسين بن أبي طالب -حديث حسن - ابن عبدالبر المصدر: (التمهيد- 21/20 ) الا ان البعض يحتج بخروج النساء مع النبى عليه الصلاة و السلام فى غزواته انه يصلح ان يلتحقن بالقوات المسلحة كما هو موجود بأمريكا و اسرائيل أو على الأقل يقمن بعمليات استشهادية كما يحدث الآن من استخدام بعض الجماعات للنساء و لا يخفى على الجميع المرأة التى قبض عليها بعد تفجيرات الأردن الأخيرة فما فتياكم وجزاكم الله خيرا http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيراً . أولاً : هذا الحديث مما حَكَم عليه بعض العلماء بالوضع ، فقد حَكَم عليه ابن حبان بالوضع - أي أنه مكذوب - كما في كتابه " المجروحين " . ومنهم مَن حَكَم عليه بالضعف ، كالسَّخَاوي في " المقاصد الحسنة " ومنهم مَن حَكَم عليه بالنَّكَارة ، كالألباني في " السلسلة الضعيفة " ولو ثَبَت الحديث لم يَكن فيه مُستمسك ولا دليل لما قِيل ، وذلك لأمور ، منها : أولاً : أنه جاء فيه النصّ على أن جهاد المرأة الحج ، وهذا ثابت في أحاديث أُخَر . فقد استأذنتْ عائشةُ رضي الله عنها النبيَّ صلى الله عليه وسلم في الجهاد ، فقال : جهادكن الحج . رواه البخاري . ثانياً : أنه جاء فيه أيضا أن جهاد المرأة هو في حُسْن تَبَعُّلها لزوجها ، وهذا يَدلّ عليه أيضا حديث أسماء بنت يزيد الأنصارية التي أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بَيْن أصحابه فقالت : بأبي أنت وأمي إني وافدة النساء إليك وأعلم - نفسي لك الفداء - أنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأيي . إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك ، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات . قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم وإنكم معاشر الرجال فُضِّلْتُم علينا بالجمعة والجماعات ، وعيادة المرضى ، وشهود الجنائز ، والحج بعد الحج ، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله . وإن الرجل منكم إذا أخرج حاجا أو معتمرا ومرابطا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابكم وربينا لكم أولادكم فما نشارككم في الأجر يا رسول الله ؟ فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ، ثم قال : هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه ؟ فقالوا : يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا . فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها ثم قال لها : انصرفي أيتها المرأة وأعْلِمي من خلفك من النساء أن حُسْن تـَبـَعـّـل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته تَعْدل ذلك كلّه . فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشارا . رواه البيهقي في شعب الإيمان . وهو في تاريخ واسط . ثالثاً : أن خروج النساء في الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يَكُن لِقِتال ، بل لِمداوة الجرحى ، وسَقي الماء ، ونحو ذلك . قالت أم عطية : غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوات أُداوي الجرحى - أو الجريح - وأصنع لهم الطعام ، وأخلفهم في رحالهم . رواه الدارمي . كما أن ذلك الخروج لم يَكن خروجا فوضويا ! بل كانت المرأة تَخرُج مع مَحرَم لها . فهذه أم حرام تُحدّث أن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ يوما في بيتها ( أي نام وقت القيلولة ) فاستيقظ وهو يضحك . قالت : يا رسول الله ما يضحكك ؟ قال : عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة . فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم . فقال : أنت معهم . ثم نام فاستيقظ وهو يضحك ، فقال : مثل ذلك مرتين أو ثلاثا . قلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فيقول : أنت من الأولين . فتزوج عبادة بن الصامت بأم حرام ، فخرج بها إلى الغزو في زمن معاوية ، فركبت أم حرام بنت ملحان البحر ، فلما رجعت قُرِّبَتْ دابة لتركبها ، فوقعت فاندقّـت عنقها ، فماتت . رواه البخاري ومسلم . ولم تَكُن النساء يَخرُجن من غير مَحرَم ، لا لِجهاد ولا لِحجّ .. وتفصيل ذلك سبق في بحث بعنوان : شبهات مُثارة حـول حول قضايا مُتعلقة بالمـرأة المسلمـة http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=1922 رابعاً : يَرى بعض العلماء أن جهاد النساء منسوخ ، واستدلّوا بما رواه ابن أبي شيبة - ومن طريقه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني - من طريق سعيد بن عمرو القرشي أن أمّ كبشة - امرأة من عذرة ، عذرة قضاعة - قالت : يا رسول الله ائذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا . قال : لا . فقلت : يا رسول الله ائذن لي ، ليس أُريد أن أقاتل ، إنما أُريد أن أُداوي الجرحى ، وأسقي المريض . قال : لولا أن تكون سنة فيُقال : فلانة خَرَجَتْ ؛ لأذنت لكِ ، ولكن اجلسي . قال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبيروالأوسط ، ورجالهما رجال الصحيح . خامساً - وأخيراً - : أين هو الجهاد الذي يُراد للمرأة أن تُشارِك فيه ؟! والرِّجَال الأشدّاء يَعجزون عنه .. فكيف بالنساء ؟! كم يُصاب من الجنود بالأمراض النفسية بسبب الحروب . .فكيف بالنساء ؟! ثم أين هو الأمان الذي سوف يُعطَى للمرأة إذا خَرَجتْ مع الجيوش ؟!! أليستْ - في الواقع - ألعوبة ، وأداة تسلية للجيوش الغربية ؟!! فلو كان جهاد المرأة وقتالها جائزاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، لَمُنِع منه اليوم ،كما قالت عائشة رضي الله عنها : لو أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما مُنِعَتْ نساء بني إسرائيل . قال يحيى بن سعيد : فقلت لِعَمْرَة : أنساء بني إسرائيل مُنِعْنَ المسجد ؟ قالت : نعم . رواه البخاري ومسلم . وإنما مُنعت نساء بني إسرائيل من المساجد لما أحدثن وتوسعن في الأمر من الزينة والطيب وحسن الثياب . ذكره النووي في شرح مسلم . قال ابن حجر في موضوع آخر مشابه : وفائدة نهيهن - أي النساء - عن الأمر المباح خشية أن يسترسلن فيه فيُفضي بهن إلى الأمر المحرم لضعف صبرهن ، فيستفاد منه جواز النهي عن المباح عند خشية إفضائه إلى ما يحرم . اهـ . فلو كان الخروج إلى القتال جائزاً لوَجَب منع المرأة منه ؛ لِشدَّة الافتتان بها ، وخطورة خروجها من غير مَحرَم .. والله المستعان . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم |
الساعة الآن 03:06 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى