حكم انتقاد فتاوى العلماء
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا شيخنا وجعل ما تقدمه لنا في موازين حسناتك
بارك الله فيك شيخنا وأثابك الفردوس الأعلى من الجنة
شيخنا هل يجوز لشخص من بلد أخرى أن ينتقد فتاوى الشيوخ المصرين وتجميعها وإظهارهم بمظهر المضلل في الدين والتهكم عليهم وهل هذا يعتبر من تتبع عورات العلماء ؟
إليكم سيدي أجزاء من كلامه

اقتباس:

التعليق :- لا حول ولا قوة إلا بالله صدق من قال (( عش رجبا ترى عجبا )) للأسف الشديد بين كل فترة وأخرى نسمع فتاوى غريبة من بعض العلماء المصريين وكأن الدين لم يكتمل وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يكمل ما أرسل به من الله !!!!!واليوم يطلع علينا بفتوى غريبة بناءا على رغبة إحدى المؤسسات التجارية الخاصة للحج والعمرة لكي تتنصل من مسؤولية إعاشة النساء في مشعر منى ؟؟؟!!!! والدين واضح ولا يوجد به أي نقص أو غموض وقد أخبرنا رب العزة والجلال في كتابه الكريم {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَة غَيْرَ مُتَجَانِف لِّإِثْم فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (3) سورة المائدة وهناك خيارات في البقاء بمشعر منى {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّام مَّعْدُودَات فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (203) سورة البقرة ووالله صدق من قال (( شر البلية ما يضحك )) ربنا يستر بكرة نسمع بفتوى حلمنتيشية بجواز ذبح الأضاحي من الدجاج كما أفتوها بذلك الأتراك من قبل00 كل شيء جائز هذه الأيام وشمس تطلع خبر يبان اقتباس: ومن يكونوا علماء الأزهر ؟؟؟ هل هم موكلين من الله بتصحيح دين ناقص ؟؟؟ وهل دين الله ناقص ؟؟؟ يأتوا علماء آخر زمن ويفتوا على كيفهم ولأجل مصلحة شخصية !!!!

اقتباس:

وللمعلومية توجد فتاوى غريبة طلعت من مصر بغض النظر عن مصدرها :- 1- إباحة بناء كنائس من مال المسلمين 2-إباحة ترضيع الموظف من زميلته الموظفة حتى تكون أخته في الرضاع0 3-إباحة العمولات البنكية فهي أرباح التجارة00 وهذه ربا 4- إباحة الموسيقى فهي غذاء الروح00 وهذا حرام في القرآن تحريمها 5-الحجاب الشرعي تغطية شعر المرأة00 في حين أن الحجاب الشرعي تغطية الوجه كاملا00

جزاكم الله عنا خير الجزاء انتظر الرد شيخنا

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لا يُعتبر ذلك من التهكّم ولا مِن السخرية بالعلماء ؛ لِعدّة اعتبارات :

الأول : أن الكلام على الفتوى الغريبة ، بل والفتاوى الْمُضْحِكة أحيانا للعوام !
فقد رأيت مرة رجلاً مِن عامة الناس يضحك مِن فتوى منشورة تُبيح لِلاّعبين الإفطار في نهار رمضان مِن أجل المباريات !

الثاني : أن مَن أفتى بمثل تلك الفتاوى قد عرّض عِرْضَه للنيل منه .
وفي الحديث : لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتهُ وَعِرْضهُ . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه .
قال ابن المبارك : يُحِلُّ عِرْضه : يُغْلِظ له . وعقوبته : يُحْبَس له .
وكما قيل :
لو أن أهل العِلم صَانُوه صَانهم ... ولو عَظَّمُوه في النفوس لَعُظِّمَا

الثالث : أن بعض أولئك الذين وضعوا أعراضهم في مهبّ الريح ! قد نالوا – ولا زالوا ينالون – مِن العلماء الصادقين – قديما وحديثا – واستهزءوا بهم ، وسَخِروا منهم ! فكان الجزاء مِن جِنْس العمل !

روى الديلمي في مسند الفردوس عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : كان بالمدينة أقوام لهم عيوب ، فسكتوا عن عيوب الناس ، فأسْكَت الله الناس عنهم عيوبهم ، فَمَاتُوا ولا عيوب لهم ، وكان بالمدينة أقوام لا عيوب لهم ، فتكلموا في عيوب الناس ، فأظهر الله عيوبًا لهم ، فلم يزالوا يُعْرَفُون بها إلى أن ماتوا .
وروى الجرجاني في تاريخ جرجان عن أحمد بن الحسن بن هارون أنه قال : أدركت بهذه البلدة أقواما كانت لهم عيوب ، فسكتوا عن عيوب الناس ، فنُسيَت عيوبهم .
قال ابن رجب رحمه الله :
وقد روى عن بعض السلف أنه قال : أدركت قوما لم يكن لهم عيوب ، فذكروا عيوب الناس فَذَكَر الناس لهم عيوبا ، وأدركت قوما كانت لهم عيوب ، فَكَفُّوا عن عيوب الناس فنُسيت عيوبهم ، أو كما قال . اهـ .

وعلى الذين ينتقدون غيرهم أن يكونوا على بيّـنة مِن الأمر ؛ لأن هناك مَن قد يَنْتَقِد بِجَهْل ، فربما انتقدّ الحقّ لِجهله بالأدلة ، أو لجهله بأصول الشرع وقواعد الدِّين .
وهذا رأيت له أمثلة كثيرة .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد