![]() |
هل كلّ من هبّ و دب استحقّ لقب ( داعيـة )؟
هل كلّ من هبّ و دب استحقّ لقب ( داعيـة ؟ )
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته باركـ الله فيكم يا شيخ و بلّغكم مرادكم نحن في زمن قد خالطته المفاهيم المغلوطة فأصبح الخبيث يصدق على الطّيب , و الطّيب يصدق على الخبيث ,, كلّنا و لا شكـ مأمورون بالتّناصح و الدّعوة إلى الله إذ أنّنا أمّةً اتّسمت بالخيريّة و إن كنّا مقصّرون في حق الله في بضعة أمور لكن السّؤال الآن , هل كل شخص على وجه الأرض يقدّم نصيحة و لو بسيطة أي هذا معناهـ أنّه قد أضحى داعيــة و عليه ينصّب نفسه كذلكـ حيث يصبح هذا اللقب مرفق باسمه لا ينفكـ عنه كـقولنـا الدّكتور فلان و الأستاذة فلانة ؟ هنــاكـ أشخاص و بكل أسف يتسمّون بهذا اللقب و إن نظرنـا إلى واقع حالهم وجدنا أنّ أمثالهم يساهمون بصورة كبيرة في تشويــه صورة التديّن و المعنى الحق للدّعوة إلى سبيل الله أذكر أنّ هناكـ أخت فاضلة لديها من العلم الشّرعي ما لا بأس به إلا أنّها تحادث الشّبان و تمازحهم في المنتديات و تنشر صور لذوات الأرواح و هذا غيض من فيض لأنّني لم أخرج كل ما في جعبتي .. ثم تلقّب نفسها بعد هذا كلّه بلقب ( الدّاعيّة ) ! و حينما ناقشناهـا بعدم استحقاقها لهذا اللقب فالدّاعية يجب أن تكون بمثابة القدوة أجابتني أنّ كل إنسان مأمور بالدّعوة إلى الله و إن كان يعتريـه زلل و ذنوب ( الكلام هنا صحيح لا غبار عليــه ) لكن هل هذا يعني أنّه قد أصبح داعية حقّاً ؟ يُنظر له كـقدوة على الرّغم من زللـه و شنيـع فعاله ؟ أليسوا أمثاله ممن يسهمون بكسر البرواز الطّاهر الذي يحتضن بين جنباته الصّورة الطّاهرة للدّاعيـة إلى الله ؟ و على الرّغم من تقصير البعض المخزي والقبيح إلا أنّه يلقّب ذاته بلقب لا يستحقّه و يُنزل مقامه مُنزل لا يليق بأمثاله و المشكلة العظمى تكمن في اقتداء النّاس بهم ظنّاً منهم أنّهم القدوة فعلاً ( بعد أن نصّبوا ذواتهم كـدعاة إلى الله لمجرّد نصيحة عابرة ألقوها على مسامع النّاس فغرّروا بها من غرّروا ) و حيـن يتم نصح النّاس التي اقتدت بهم فإنّهم يردّون عليـنا ( أنّ فلان داعيـة ! و هل يُعقل أن يقع بمثل هذا الذّنب و هو داعيـة ؟ ) >> أصبح يُنظر له على أنّه القدوة و يُقتدى بفعاله قبيحها و شنيها ( ألم يُسهموا هؤلاء بالقدح بصورة الالتزام الحقّ و التديّن ؟ ) فإن كانوا هؤلاء مع زللهم القبيح ( دُعاةً إلى الله ) فماذا تركوا لمن هم بمثل وزن شيخنا الفاضل ؟ فسؤالي الآن ,, هل يحق لأي شخص كائن ما كان أن يلقّب ذاته بالدّاعية ؟ أم أنّ هناكـ شروط ينبغي توافرها في شخص الدّاعية حيث لا يصدق هذا المسّمى على كلّ من هبّ و دب ؟http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . الدعوة إلى الله هي مُهمة الأنبياء والمرسلين ، وهي تشريف وتكليف . ولا ينبغي لأحد أن يصِف نفسه بالداعية أو بالشيخ ! وإنما يُوصَف بها مِن قِبَل غيره . وقد تساهل كثير من الناس في إطلاق هذا الوصف ، ربما على أناس حديث عهدهم بالجاهلية ! وتُصدِّر بعض الجماعات بعض التائبين بحجة التمسّك بالدِّين ، وأن ذلك مِن أسباب الثبات ! وهذا خطأ ؛ لأن تصدير قليل العِلْم مَدْعاة لتكلّم الجاهل ! قال عمر رضي الله عنه : تفقّهوا قبل أن تُسوّدوا . رواه الإمام الدارمي . وقال الإمام الشافعي : إذا تَصَدَّر الْحَدث فاتَه عِلم كَثير . ومِن عَجَب أن يتصدّر الأحداث ، وربما أطلقوا على أنفسهم أوصافا كبيرة ! وجِبال العِلْم يتقاصَرون عنها ! قال رجل للإمام أحمد رحمه الله : بلغني أنك مِن العَرب . فقال : نحن قوم مساكين . وقال ابن القيم رحمه الله : ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه من ذلك أمرا لم أشاهده من غيره وكان يقول كثيرا: ما لي شيء ولا مني شيء ولا في شيء وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت: أنا الْمُكَدِّي وابن الْمُكَدِّي .. وهكذا كان أبي وجَدّي . وكان إذا أُثْنِي عليه في وجهه يقول : والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت ، وما أسلمت بعد إسلاما جيدا . وأين حال أولئك النجوم الزاهرة في مقابل عقول لم تَسْتَنِر بِنُور العِلْم تتباهى بالعِلْم ، وتتشبّع بِما لم تُعطَ ؟! والداعي إلى الله يجب أن يَدعو إلى الله على بصيرة ، والبصيرة هي العِلْم . قال تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَة أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) قال ابن زيد في تفسير الآية : وحَقّ الله وعلى مَن اتَّبعه أن يَدعو إلى ما دَعا إليه ، ويُذَكِّر بالقرآن والموعظة ، ويَنْهَى عن مَعَاصِي الله . اهـ . وليس مِن شَرْط الداعي إلى الله العِصْمَة مِن الزلل ، ولا الإلْمَام بِكلّ شيء ، ولا السلامة من الخطأ ولا مِن الوقوع في المعاصي . وإنما مِن شرط الداعي والآمر أن لا يُصِرّ على معصية ، وأن يُلِمّ بِما يدعو إليه . وسبق : هل يجوز للمدخّن أو صاحب المعصية أن ينصح المدخنين ؟ http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=4869 و ما الفرق بين الفقيه والحافظ والشيخ والعالم... http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=4870 و ما رأيكم في مَن ينكر إطلاق ألقاب "شيخ" ، " عالِم" ، "رجل الدين" ؟ http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=4871 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 06:30 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى