منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   إرشـاد الزكـاة والصدقـة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=11)
-   -   تقول : أخوهم يماطلهم في إعطائهم الإرث فهل عليهم إخراج زكاته ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4920)

عبق 27-02-2010 04:52 PM

تقول : أخوهم يماطلهم في إعطائهم الإرث فهل عليهم إخراج زكاته ؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء
إحدى الأخوات تسأل عن مسألة في الإرث
ونص رسالتها :-
والدي متوفى منذ أكثر من 12او 13 عام رحمه الله تعالى وجميع موتى المسلمين وأخذ إخوتي الذكور نصيبهم من الإرث كاملا أما البنات فلم يعطينا أخي الكبير إلا نصفه وإلى الآن وهو يماطلنا بنصفه الآخر وأعتقد بأنه لا يزكي عنا لأننا سألناه كم مرة ولم يعطينا الجواب إذا كان يقوم بالتزكية عنا أم لا فهل علينا شيء وهل طريقته في توزيع الإرث صحيح أريد نصا شرعيا حتى يقتنع بعدم المماطلة
وجزاك الله خيرا

http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب/


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

الْحُكم على ما أعطاهم يَنْبَنِي على مَعرفة مِقدار ما أعطاهم ، وكم نصيبهم من الميراث .

وإذا كان لهم نصيب من الميراث ، ولم يُخرج أخوهم زكاته ، فلا يَجِب عليهم إخراجها ؛ لأنه في حُكم الدَّين الذي على مماطِل ، لا يُزكَّى إلاّ مرة واحدة عند قَبْضِه .

وأما النصيحة لِكُلّ مَن يَلِي مال وَرَثة ، فهي الوصية بِتقوى الله ، فإن الله قَسَم المواريث ، ولم يجعل لقائل قولاً .
قال عليه الصلاة والسلام : إنَّ اللهَ أعْطَى كُلّ ذِي حَقّ حَقَّه . رواه الإمام أحمد وغيره .

والإخلال في قِسْمة المواريث مِن أسباب دخول النار ؛ لأنه مِن باب مُنازعة الله في شَرْعِه .
ولذا إن الله لَمَّا ذَكَر قسمة المواريث قال بعدها : (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) .

وذَكّر الله عَزّ وَجلّ بيوم القيامة وما فيه مِن أهوال ، بعد أن نَـبّـه على خطورة أكل المواريث ، فقال سبحانه وتعالى : (كَلاَّ بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) ثم قال بعد ذلك : (كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ) .

قال البغوي في تفسيره : (وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ) أي : الميراث . (أَكْلاً لَمًّا) شديدًا ، وهو أن يأكل نصيبه ونَصيب غيره ، وذلك أنهم كانوا لا يُورِّثون النساء ولا الصبيان ، ويأكلون نصيبهم . اهـ .
وقال ابن كثير : (وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ) يعني : الميراث. (أَكْلاً لَمًّا) أي : مِن أي جِهة حَصَل لهم ، مِن حَلال أو حرام . اهـ .

وتشتدّ خطورة الأمر ، ويعظُم التحريم إذا كان مِن الورثة قُصّر وأيتام ، فَمَنعهم حقّهم ، أو ماطَل به .
قال تعالى : (وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا) .
والحوب الكبير : هو الذَّنْب العظيم .
وقال عَزّ وَجلّ : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إني أُحَرِّج حق الضعيفين : اليتيم والمرأة . رواه الإمام أحمد وابن ماجه والنسائي في الكبرى .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


الساعة الآن 11:51 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى