![]() |
ما حُـكـم الادِّخــار ؟ وهل الادخار ينافي التوكـل ؟
ما حكم وضع مبلغ مالي شهريا للأطفال في البنك ( طبعا بدون فائدة ) ؟
وهل يعتبر ذلك من عدم التوكل على الله ؟ فأنا عندما أفكر فيمن يتوكلون على الله أجد في نفسي شي من عدم الاطمئنان ..!! أرجو أن أجد الإجابة الشافية الكافية ..وجزاك الله خيرا مقدما .. ووفقك الله وأعانك . http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب: أما وضع مبلغ مالي بصفة شهرية يكون للأطفال فلا حرج في ذلك إذا كان بالقيد المذكور ( بدون فائدة ) وهذا الفعل لا يُنافي التوكل فإن سيد المتوكلين صلى الله عليه وسلم كان يَدَّخِر قُوت سَنة قال الإمام البخاري - رحمه الله - : باب حبس نفقة الرجل قوت سنة على أهله ثم أورد حديثا في إسناده قصة فعن ابن عيينة قال : قال لي معمر : قال لي الثوري هل سمعت في الرجل يجمع لأهله قوت سَنتهم أو بعض السَّنة ؟ قال معمر فلم يحضرني ، ثم ذكرت حديثا حَدّثناه ابن شهاب الزهري عن مالك بن أوس عن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَبيع نخل بني النضير ويَحْبِس لأهله قُوت سَنَتِهم . والحديث أصله في الصحيحين . قال الإمام النووي - رحمه الله - : وفي هذا الحديث جواز ادِّخار قُوت سَنة ، وجواز الادخار للعيال ، وأن هذا لا يَقْدَح في التوكل ، وأجمع العلماء على جواز الادِّخار فيما يَستغله الإنسان من قريته . وقال صلى الله عليه وسلم في لحوم الأضاحي : كُلُوا وأطْعِمُوا وادّخِرُوا . قال ابن حجر - رحمه الله - : يؤخذ من الإذن في الادخار الجواز ، خلافا لمن كرهه ، وقد ورد في الادخار " كان يَدّخِر لأهله قُوت سَنة " . والادِّخار لا يُنافي التوكل إذ لا منافاة بين التوكل على الله وفعل الأسباب المشروعة بل إن فعل الأسباب المشروعة من تمام التوكل قال ابن عباس رضي الله عنهما : كان أهل اليمن يَحُجُّون ولا يَتَزَوّدُون ، ويقولون : نحن المتوكلون ! فإذا قدموا مكة سألوا الناس ، فأنزل الله تعالى : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ) . رواه البخاري . ونقل ابن حجر عن المهلّب قوله : وفيه – أي الحديث – أن التوكل لا يكون مع السؤال ، وإنما التوكّل الْمَحْمُود أن لا يَستعين بأحد في شيء . وقيل : هو قطع النظر عن الأسباب بعد تهيئة الأسباب ، كما قال عليه السلام : أعْقِلْهَا وتوكّل . والله تعالى أعلى وأعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
|
الساعة الآن 07:12 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى