![]() |
هل وَرَد أن الرسول ﷺ قرأ في صلاة الفجر بسورة الزلزلة في الركعة الأولى ؟
هل ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة الفجر بـ سورة الزلزلة في الركعة الأولى والثانية ؟
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : نعم ، وكان ذلك في سَفَر ؛ لأن السنة تخفيف القراءة في السفر . ففي الصحيحين من حديث البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين بالتين والزيتون . وبوّب عليه أبو داود : " باب قَصْر قراءة الصلاة في السفر " . وروى أبو داود من طريق معاذ بن عبد الله الجهني أن رجلا من جهينة أخبره أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح " إذا زُلزلت الأرض " في الركعتين كلتيهما ، فلا أدري أنسي رسول الله صلى الله عليه وسلم أم قرأ ذلك عمدًا ؟ وفي حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : كُنْتُ أَقُودُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَاقَتَهُ فِي السَّفَرِ ، فَقَالَ لِي : يَا عُقْبَةُ ! أَلا أُعَلِّمُكَ خَيْرَ سُورَتَيْنِ قُرِئَتَا ؟ فَعَلَّمَنِي قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ . قَالَ : فَلَمْ يَرَنِي سُرِرْتُ بِهِمَا جِدًّا ، فَلَمَّا نَزَلَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ صَلَّى بِهِمَا صَلاةَ الصُّبْحِ لِلنَّاسِ ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الصَّلاةِ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ : يَا عُقْبَةُ كَيْفَ رَأَيْتَ ؟ رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي . وصححه الألباني والأرنؤوط . وروى عبد الرزاق في " باب ما يقرأ في الصبح في السفر " من طريق المعرور بن سويد قال : كنت مع عُمَر بَين مكة والمدينة فصلى بنا الفجر فقرأ (ألم تر كيف فعل ربك) و (لإيلاف قريش) . ورواه سعيد بن منصور في سننه من طريق المعرور بن سويد قال : خرجنا معه [ يعني مع عُمر ] في حجة حَجَّها ، فقرأ بنا في الفجر بـ ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ) و ( لإِيلافِ قُرَيْش ) في الثانية . وأما في الحضر ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يُطيل القراءة في صلاة الفجر ، فيقرأ ما بَيْن السِّتِّين إلى المائة آية . ففي الصحيحين من حديث أبي برزة رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي الصبح وأحدنا يَعْرِف جَلِيسه ، ويقرأ فيها ما بَيْن السِّـتِّين إلى المائة . وكذلك كان الصحابة رضي الله عنهم يُطيلون القراءة في صلاة الفجر ؛ لأنها قرآن الفجر ، كما سمّاها الله عزّ وجلّ . روى الإمام مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر الصديق صلى الصبح فقرأ فيها سورة البقرة في الركعتين كلتيهما . وعن أنس رضي الله عنه قال : صلى بنا أبو بكر صلاة الصبح فقرأ ( آل عمران ) فقالوا : كادت الشمس تطلع قال : لو طلعت لم تجدنا غافلين ! رواه عبد الرزاق والبيهقي في الكبرى . وفي رواية : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه صلى بالناس الصبح ، فقرأ بسورة البقرة ، فقال له عمر : كَرُبَت الشمس أن تَطْلع . فقال : لو طَلَعَتْ لم تجدنا غافلين . رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة . وعن عبد الله بن عامر قال : صَلّينا وراء عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصبح ، فقرأ فيها سورة يوسف وسورة الحج ، قراءة بطيئة . رواه عبد الرزاق . وعن أبي عثمان النهدي قال : صَلَّيتُ خَلْف عُمر رضي الله عنه الفجر ، فما سَلَّمَ حتى ظن الرجال ذوو العقول أن الشمس قد طلعت ، فلما سَلَّمَ قالوا : يا أمير المؤمنين كادت الشمس تطلع . قال : فتكلَّم بشيء لم أفهمه ، فقلت : أي شيء قال ؟ فقالوا : قال : لو طلعت الشمس لم تجدنا غافلين . رواه عبد الرزاق . وقال الاحنف : صليت خلف عُمر الغداة ، فقرأ يونس وهود ونحوهما . رواه ابن أبي شيبة . وكان الخلفاء يُطِيلون الصلاة والقراءة مع ما يَقُومُون به مِن أعباء الخلافة قال عبد الرحمن بن عثمان : قُمتُ خَلف الْمَقام أُصلّي ، وأنا أُريد أن لا يَغْلِبني عليه أحدٌ تلك الليلة ، فإذا رَجُل مِن خَلْفي يَغْمِزني ، فلم ألْتَفِت إليه ، ثم غَمَزَني فَالْتَفَت ، فإذا هو عثمان بن عفان ، فتَنَحّيتُ ، وتقدّم وقَرأ القُرآن كُلّه في رَكعة ، ثم انصرف . رواه ابن أبي شيبة . ورَوَى ابن سيرين عن عثمان رضي الله عنه أنه قَرأ القرآن في ركعة في ليلة . رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة . والعلماء يستحِبّون أن تكون القراءة في صلاة الفجر في الشتاء أطول منها في الصيف ؛ لأن ليل الشتاء طويل . قال ابن عبد البر : وأما قِراءة عمر بن الخطاب في صلاة الصبح بِسورة يوسف وسورة الحج ، فَعَلَى ما قُلْنا مِن استحباب العلماء لِطُول القراءة في صلاة الصبح ، وذلك في الشتاء أكثر مِنه في الصّيف . وكذلك قِراءة عثمان بِسورة يوسف . وأما تِرْدَاد عثمان لها وتَكْرِيره القِراءة بها في أكثر أيامه ؛ فإنه رُبّما خَفّ على لِسَان الإنسان الحافظ للقرآن قِراءة بعض سور القرآن دون بعض ، فَمَالَ إلى ما خَفّ عليه فكان ذلك أكثر قراءته ، ورُبّما أعْجَبه مِن سُور القرآن ما فيه قصص الأنبياء فَقَرأها على الاعتبار بها والتّذْكَار لها . (الاستذكار) وهنا : الحديث الـ 84 في تخفيف الصلاة http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/078.htm الحديث الـ 85 في النهي عن التطويل http://saaid.net/Doat/assuhaim/omdah/079.htm هل تُشرع قراءة قصار السور في صلاة الفجر ، أو قراءة آيات يسيرة مِن أواخر السور ؟ https://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=15517 هل تجوز قراءة سورة الزلزلة في الصلاة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=13398 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 03:51 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى