منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم العقـيدة والـتوحيد (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=5)
-   -   ماهي شروط التكليف بالتوحيد؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4959)

عبق 27-02-2010 05:59 PM

ماهي شروط التكليف بالتوحيد؟
 
السلام عليكم ..
ما هي شروط المكلفين بتوحيد الله عز وجل ؟ مع ذكر النصوص الدالة على ذلك .. وكيف يكون الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم (رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل) وبين الحديث: (حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد يعني ابن زيد عن ثابت عن أنس أن غلاما من اليهود كان مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له أسلم فنظر إلى أبيه وهو عند رأسه فقال له أبوه أطع أبا القاسم فأسلم فقام النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه بي من النار)؟؟
وما صحة الأحاديث المذكورة ؟؟
وجزاكم الله خيرا"..


http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب/

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

البلوغ مَناَط التكليف .
ويُؤمَر الصبيان بِتوحيد الله عزّ وجلّ وبالصلاة ، وبِما يُخصّهم مِن أحكام قبل التكليف .
مثل : الأمر بالتوحيد والصلاة ، وآداب قضاء الحاجة ، وغير ذلك .
والأطفال دون سِنّ البلوغ لا يُخاطَبون بالأحكام ، وإنما يُخاطَب بها الأولياء .
ولذا فإن أطفال المسلمين فإنه في الجنة إذا ماتوا قبل البلوغ .
قال عليه الصلاة والسلام : مَا مِنَ النَّاسِ مِنْ مُسْلِم يُتَوَفَّى لَهُ ثَلاثٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ . رواه البخاري .
قال ابن عبد البر : ذُكِر في الحديث : " لم يبلغوا الْحِنْث " يعني : لم يبلغوا أن تجري عليهم الأقلام بالسيئات .
فإذا كان الآباء يدخلون الجنة بفضل رحمة الله لأطفالهم ، دَلّ على أن أطفال المسلمين في الجنة ؛ لأنه يستحيل أن يُرْحَمُوا مِن أجل مَن ليس بِمَرْحُوم . ألا تَرى إلى قوله : " بِفَضْل رحمته إياهم " ؟
وعلى هذا جمهور علماء المسلمين . اهـ .
وقال القرطبي في تفسيره : وهذا إجماع من العلماء في أن أطفال المسلمين في الجنة . اهـ .

والحديث الذي فيه دعوة الغلام اليهودي : رواه البخاري .
ولا تعارُض بينه وبين حديث " رُفِع القلم .. " ؛ لِوُرود أربعة احتمالات عليه :
الأول : أن أطفال المشركين تَبَع لآبائهم . كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ، ذراري المؤمنين ؟ فقال : هُم مِن آبائهم . فقلت : يا رسول الله بِلا عَمل ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عامِلين . قلت : يا رسول الله ، فذراري المشركين ؟ قال : مِن آبائهم . قلت : بِلا عَمل ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين . رواه أبو داود ، وصححه الألباني .

الثاني : أن يُحْمَل على أنه غلام قد بَلَغ ، ويُطلَق على الذي بَلَغ قريبا " غُلام " .

الثالث : أن تكون فِطرته قد حُرِّفَت ، كما قال عليه الصلاة والسلام : مَا مِنْ مَوْلُود إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَة جَمْعَاءَ ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ؟ رواه البخاري ومسلم .
وكما في الحديث القدسي : وإني خَلَقت عبادي حُنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم . اهـ .

الرابع : تعذيب مَن عقل الكُفر ولم يُؤمن ؛ وقد أُقيمت عليه الحجة حينما أُخِذ عليه الميثاق .
قال الخرقي : وَيُؤَدَّبُ الْغُلامُ عَلَى الطَّهَارَةِ وَالصَّلاةِ إذَا تَمَّتْ لَهُ عَشْرُ سِنِينَ .
قال ابن قدامة : مَعْنَى التَّأْدِيبِ ، الضَّرْبُ وَالْوَعِيدُ وَالتَّعْنِيفُ ، قَالَ الْقَاضِي : يَجِبُ عَلَى وَلِيِّ الصَّبِيِّ أَنْ يُعَلِّمَهُ الطَّهَارَةَ وَالصَّلَاةَ إذَا بَلَغَ سَبْعَ سِنِينَ وَيَأْمُرَهُ بِهَا ، وَيَلْزَمُهُ أَنْ يُؤَدِّبَهُ عَلَيْهَا إذَا بَلَغَ عَشْرَ سِنِينَ .
وَالْأَصْلُ فِي ذَلِكَ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلِّمُوا الصَّبِيَّ الصَّلاةَ ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُ عَلَيْهَا ابْنَ عَشْر . رَوَاهُ الأَثْرَمُ ، وَأَبُو دَاوُد ، وَالتِّرْمِذِيُّ ، وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ .
وَهَذَا لَفْظُ رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ ، وَلَفْظُ حَدِيثِ غَيْرِهِ : مُرُوا الصَّبِيَّ بِالصَّلاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُ عَلَيْهَا لِعَشْر ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ .
وَهَذَا الأَمْرُ وَالتَّأْدِيبُ الْمَشْرُوعُ فِي حَقِّ الصَّبِيِّ لِتَمْرِينِهِ عَلَى الصَّلاةِ ، كَيْ يَأْلَفَهَا وَيَعْتَادَهَا ، وَلا يَتْرُكَهَا عِنْدَ الْبُلُوغِ ، وَلَيْسَتْ وَاجِبَةً عَلَيْهِ فِي ظَاهِرِ الْمَذْهَبِ .
وَمِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ قَالَ : تَجِبُ عَلَيْهِ لِهَذَا الْحَدِيثِ ، فَإِنَّ الْعُقُوبَةَ لا تُشْرَعُ إلاَّ لِتَرْكِ وَاجِب ، وَلأَنَّ حَدَّ الْوَاجِبِ : مَا عُوقِبَ عَلَى تَرْكِهِ ، وَلأَنَّ أَحْمَدَ قَدْ نُقِلَ عَنْهُ فِي ابْنِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ : إذَا تَرَكَ الصَّلاةَ يُعِيدُ . اهـ .


وقال العيني في شرح حديث " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّارِ " : وفيه تَعذيب مَن لم يُسْلِم إذا عَقَل الكُفْر . اهـ .

والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


الساعة الآن 07:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى