ما حكم تصوير إعلان مؤثر للدعوة إلى الصلاة وفيه تصوير للمقابر ؟
 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنا مشتركة فيه قامت إحدى العضوات بكتابة موضوع يحتوي على إعلان مؤثر للدعوة إلى الصلاة
ولكن الإعلان يتكلم عن الموت وأخشى أن يكون وقع في خطأ ما
الموضوع كان بعنوان شاهد الإعلان الذي منع بثه على قناة ام بي سي
وهذا رابط الإعلان
http://www.awda-dawa.com/photos/image/01212451652.wmv

أرجو سرعة الرد حيث أن هذا الموضوع مثبت الآن


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لا يجوز تمثيل ما يتعلق بالأمور الشرعية ، وخاصة ما يتعلّق بالموت والسكرات والقبور والمقابر ، كما لا يجوز التصوير في المقابر ؛ لأن ذلك يُظهر استهانة بالحال ، والأصل أن المقابر تُذكِّر بالآخرة ، وليست محلاًّ للتصوير .


والمقابر مَحَلّ العِظات والعِبر ، لا مَحلّ التمثيل والتصوير .
قال القرطبي في تفسيره : قال العلماء : ينبغي لمن أراد علاج قلبه وانقياده بسلاسل القهر إلى طاعة ربه أن يُكثر من ذِكر هادم اللذات ، ومُفَرق الجماعات ، ومُوتِم البنين والبنات ، ويُواظِب على مشاهدة الْمُحْتَضَرين ، وزيارة قبور أموات المسلمين ؛ فهذه ثلاثة أمور ينبغي لمن قَسَا قلبه ولَزِمه ذَنبه أن يَستعين بها على دواء دائه ، ويستصرخ بها على فتن الشيطان وأعوانه ، فإن أنتفع بالإكثار من ذكر الموت وأنْجَلَتْ به قَسَاوة قلبه فذاك ، وإن عظم عليه ران قلبه واستحكمت فيه دواعي الذنب فإن مُشَاهدة الْمُحْتَضَرِين وزيارة قبور أموات المسلمين تَبلغ في دفع ذلك ما لا يبلغه الأول ؛ لأن ذكر الموت إخبار للقلب بما إليه المصير ، وقائم له مقام التخويف والتحذير ، وفي مشاهدة مَن أحْتُضِر وزيارة قبر من مَات من المسلمين مُعاينة ومُشاهدة ، فلذلك كان أبلغ من الأول ... فأما الاعتبار بِحال الْمُحْتَضَرِين فغير ممكن في كل الأوقات ، وقد لا يَتَّفق لمن أراد علاج قلبه في ساعة مِن الساعات ، وأما زيارة القبور فوجودها أسرع والانتفاع بها أليق وأجدر ؛ فينبغي لمن عَزَم على الزيارة أن يتأدب بآدابها ، ويُحْضِر قلبه في إتيانها ، ولا يكون حظه منها التطواف على الأجداث فقط ، فإن هذه حاله تشاركه فيها بهيمة ، ونعوذ بالله من ذلك ، بل يقصد بزيارته وجه الله تعالى ، وإصلاح فساد قلبه . اهـ .

وينبغي في العِظات والعِبر الاقتصار على ما كان مشروعا .
فقد أوْرَد ابن الجوزي في كتاب " الموضوعات " حديثا في الفضائل ، ثم قال : كنت قد سَمِعْتُ هذا الحديث في زمن الصِّبا ، فاستعملته نحوا مِن ثلاثين سنة ، لِحُسْن ظني بالرُّواة ، فلما عَلِمْتُ أنه موضوع تَركته ! فقال لي قائل : أليس هو استعمال خير ؟ قلت : استعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعا ، فإذا عَلمنا أنه كَذِب خَرَج عن المشروعية . اهـ .

وقال شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : النصيحة تكون بالكلام لا بالتشبه ولا بالتمثيل . وقد نَصَح النبيُّ صلى الله عليه وسلم الرجالَ والنساءَ ، ونَصَحهم أصحابُه رضي الله عنهم ، وهكذا العلماء والمؤمنون بعدهم - يَنصحون الرجالَ والنساءَ مِن غير حاجةٍ إلى التمثيلِ أو التشبُّهِ بالنساءِ في كلامٍ أو غيره . اهـ .


والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض