![]() |
ما حكم زيارة النساء للمقابر بقصد زيارة الأموات ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اخي الفاضل تحية مباركه وبعد .. هل يجوز للمرأة ان تزور من مات من اهلها من خلف سور المقبره ولا تدخلها ؟ وهل يجوز ان تزور اموات المسلمين بالمقابر كمقبرة البقيع بالمدينة المنورة ومقبرة المعلاة بمكة المكرمة ؟ وهل يجوز ان تسلم وتزور قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبري ابوبكر الصديق وعمر بن الخطاب رضوان الله عليهم ؟ ارجو افادتي وجزاك الله كل خير بالدنيا والأخره . http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmla.gif الجواب/ اختلف العلماء في زيارة النساء للمقابر فمنع منها قوم وأجازها آخرون فمن منع منها استدل بحديث : لعن الله زائرات القبور وهذا الحديث بهذا اللفظ لا يثبت ، وإنما يصح بلفظ : لعن الله زوّارات القبور والفرق بين اللفظين أن الثاني للمبالغة فيشمل المكثرات لزيارة القبور مما يدعو إلى النياحة على الميت ونحو ذلك . والحديث رواه الترمذي من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن زوّارات القبور . قال : هذا حديث حسن صحيح . وقد رأى بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن يُرَخِّص النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور ، فلما رَخَّصَ دَخَل في رخصته الرجال والنساء . وقال بعضهم : إنما كَرِهَ زيارة القبور للنساء لِقِلَّة صبرهن وكثرة جزعهن . اهـ . والصحيح أنه يجوز للنساء زيارة القبور دون الإكثار منها ، كما يجوز لهن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما . للأدلة الصحيحة الثابتة ، ومنها : قالت أم عطية : نهينا عن اتباع الجنائز ولم يُعزم علينا . رواه البخاري ومسلم . والنساء داخلات ضمناً في قوله عليه الصلاة والسلام : كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها . رواه الإمام مسلم . وهذا ما فهمته عائشة رضي الله عنها فقد أقبلت ذات يوم من المقابر فقال لها ابن أبي مليكة : يا أم المؤمنين من أين أقبلت ؟ قالت : من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر ، قال : فقلت لها : أليس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور ؟ قالت : نعم ، كان قد نهى ثم أمر بزيارتها . رواه الحاكم ، وصححه الألباني . ولما أتى النبي صلى الله عليه وسلم أهل البقيع فاستغفر لهم قالت عائشة رضي الله عنها قلت : كيف أقول لهم يا رسول الله ؟ قال : قولي : السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين ، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون . رواه مسلم . وهذا في آخر حياته صلى الله عليه وسلم . ولما مـرّ النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي على صبي لها . قال لها : اتقي الله واصبري . الحديث . رواه البخاري ومسلم . وهذا الحديث بوّب عليه الإمام البخاري : باب زيارة القبور . ولو كانت زيارة القبور أو إتيانها محرما لأنكر عليها زيارة القبور ، وإنما أنكر عليها الجزع قال الإمام النووي : وبالجواز قطع الجمهور . يعني قطع جمهور العلماء بجواز زيارة المقابر سواء كان الزائر رجلا أو امرأة . كما قال ابن حجر . وقال القرطبي في التفسير : زيارة القبور للرجال متفق عليه عند العلماء ، مُخْتَلَف فيه للنساء ، أما الشَّوَاب فحرام عليهن الخروج ، وأما القواعد فمباح لهن ذلك ، وجائز لجميعهن ذلك إذا إنفردن بالخروج عن الرجال ، ولا يُخْتَلَف في هذا إن شاء الله ، وعلى هذا المعنى يكون قوله : " زوروا القبور " عامًّا ، وأما موضع أو وقت يُخْشَى فيه الفتنة من إجتماع الرجال والنساء فلا يَحِلّ ولا يجوز ، فَبَيْنَا الرَّجُل يَخْرُج ليعتبر فيقع بصره على أمرأة فيفتتن ، وبالعكس ، فَيَرْجِع كل واحد من الرجال والنساء مأزورا غير مأجور . والله أعلم . وللاستزادة يُراجع كتاب أحكام الجنائز وبدعها للشيخ الألباني - رحمه الله - . والله أعلم ================= ثم عقّبت الأخت الفاضلة عابدة الرحمن فقالت : جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل ، واسمح لي أن أقول أن زيارة القبور تذكر الانسان بمآله ومصيره ، ونحن بحاجة لهذه التذكرة دائما ، فأنا أعتقد أن أن المرور على المقابر - حتى من الخارج ليس شرطا الدخول - كافي لأن يتذكر الانسان أن هذا هو بيته الذي يجب أن يعمل لأجله ويتزود ، ويتفكر كم من شخص مر من هنا صحيحا وأصبح من أهل هذه القبور اليوم !! اللهم ارحمنا إذا صرنا إلى ماصاروا إليه . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 09:08 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى