![]() |
هل خلافة أبو بكر رضي الله عنه مخالف للقرآن والسنة ؟
جال في خاطري هذا السؤال وأردت منكم الإيضاح جزاكم الله عني وعن المسلمين كل خير: عندما ورد إلى سمعي قول رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : " أن أكرمكم عند الله أتقاكم" فعندما سألت نفسي "وما مقياس تقوى الله و خوف الله؟" وجدت كتاب الله يجيب "أنما يخشى الله من عباده العلماء" لذا وجدت أن درجة العلم معيار لخشية الله، وهنا حضرني حديث مدينة العلم لرسول الله: " أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليدخله من أبوابه" ، لذا كان عليا رضي الله عنه أعلم الناس بعد رسول الله بشهادة حديث رسول الله وأعلم الناس أكثرهم خشية وتقوى بشهادة كتاب الله ، وأكثر الناس تقوى أكرمهم عند الله بشهادة حديث رسول الله ، فكيف يكون أبوبكر خليفة رسول الله وعلي أكرم منه منزلة بعد رسول الله؟ أجيبوني http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب: خلافة أبي بكر رضي الله عنه موافقة للكتاب والسنة وهي منصوص عليها وسبق بيان جُملة من ذلك هنا http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=3881 وبيّنت في هذا الرابط فضل أبي بكر بشهادة أئمة آل البيت ابتداء من عليّ رضي الله عنه الذي شهِد بفضل أبي بكر رضي الله عنه ، ومروراً بِزين العابدين إلى جعفر الصادق وغيرهم من الأئمة من آل البيت ، كلّهم شهدوا بِفضل أبي بكر وبإمامته . وأما الحديث الذي تستدل به ، فهو حديث لا تقوم به حجّة ، لأنه موضوع مكذوب . وفيه بحث حول هذا الحديث تجده هنا http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=9&book=1192 أما قولك : (فكيف يكون أبوبكر خليفة رسول الله وعلي أكرم منه منزلة بعد رسول الله ؟) فهذا يحتاج إلى دليل ، وقد دل الدليل على فضل أبي بكر رضي الله عنه ، وهذا لا يعني التقليل من شأن علي ولا من شأن غيره من الصحابة عند أهل السنة . وأفضل هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر رضي الله عنه . روى البخاري من طريق يحيى بن سعيد عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : كنا نُخَيِّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنُخَيِّر أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم . وروى البخاري من طريق محمد بن الحنفية قال : قلت لأبي : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان ، قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . ومحمد بن الحنفية هو محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن أبيه . فهذه شهادة الإمام علي رضي الله عنه بِفضل أبي بكر رضي الله عنه . فكُلّ ما بُني على الحديث الموضوع المكذوب باطل لا أصل له ، ولا تقوم به حجّة . فهذه الأحاديث الصحيحة دالة على فضل أبي بكر رضي الله عنه . وهذه شهادة أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه بِفضل أبي بكر بالأسانيد الصحيحة . ثم إن الخشية والتقوى لا يُشترَط فيها أن يكون الإنسان أعلم الناس . فقد يكون العامي الذي لا يقرأ ولا يكتب وليس عنده شيء من العِلم - وَلِيّاً لله . وكذلك الولاية لا يُشترط فيها أن يكون الإنسان أعلم الناس وأتقاهم . ألا ترى أن أبا ذر رضي الله عنه من أتقى الناس وأزههم وأورعهم ، ومع ذلك يقول له النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الإمارة : إنك ضعيف . روى الإمام مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ألا تستعملني ؟ قال : فضرب بيده على منكبي ، ثم قال : يا أبا ذر إنك ضعيف ، وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدّى الذي عليه فيها . وفي رواية له : قال : يا أبا ذر إني أراك ضعيفا ، وإني أحب لك ما أحب لنفسي ؛ لا تأمّرَنّ على اثنين . ولا يُنكَر فضل أبي ذر رضي الله عنه . ولا تلازم بين القوة في الإمارة وبين الفضل . أما أبو بكر رضي الله عنه فهو قد جَمَع بين الفضل في الدِّين وبين القوة في الإمارة . ولذا اجمع عليه الصحابة بما فيهم عليّ رضي الله عنه . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 06:41 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى