منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسـم المحرمـات والمنهيات (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=30)
-   -   هل يجوز الترحّم على من يقوم بالعمليات الانتحارية والإرهابية ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=5360)

ناصرة السنة 01-03-2010 04:54 PM

هل يجوز الترحّم على من يقوم بالعمليات الانتحارية والإرهابية ؟
 
السلام عليكم

كثرت العمليات الارهابيه والانتحاريه ..
فهل يجوز الترحّم على من يقوم بتلك الأعمال .. في بلاد المسلمين..؟

ولك جزيل شكري

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الانتحار كبيرة من كبائر الذنوب .
قال تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) .
قال ابن كثير : وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد ، فَلْيحذَرْ منه كل عاقل لبيب ممن ألقى السمع وهو شهيد . اهـ .

فإن كان الْمُنْتَحِر قَتَل نَفْسَه قَانِطًا مِن رحمة الله فهو كافر ، وعلى هذا يُحْمَل قوله عليه الصلاة والسلام : مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَل فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَة فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا . رواه البخاري ومسلم .

وإن كان الانْتَحار مِن غير قُنُوط مِن رحمة الله ؛ فهو مُسْلِم يُعامَل مُعاملَة المسلمين مِن تغسيل وتكفين وصلاة ودفن ، وأهل العلم والفضل يجتنبون الصلاة على مَن قَتل نَفسه زجرًا للناس عن الإقدام على مثل فعله . فقد ثبت في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : أُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم بِرَجُل قَتَل نَفسه بِمَشَاقِص فلم يُصَلِّ عليه .
ومذهب جماهير العلماء أنه يُصلّى عليه ، وإنما ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه للزجر ، كما ترك الصلاة على من كان عليه دَيْن ، لينْزَجِر الناس .
وإذا جازت الصلاة على المنتحر جاز الدعاء له .

ويُتْرك الترحّم عليه أمام الناس ليرتدع الناس ويَنْزَجِرُوا عن مثل هذا الفعل .

والْمُنْتَحِر قد فعل أمرًا عظيما ، وارتكب جُرمًا كبيرًا إلاَّ أن ذلك لا يُخرجه ذلك عن دين الإسلام ، ولا يعني ذلك تهوين الأمر بل هو عظيم عظيم ، وكبير عند الله .

وإذا انضاف إلى قَتْل نفسه قَتْل غيره ، فقد أتى بِجُرْم مُضاعَف .
قال تعالى : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم


الساعة الآن 12:38 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى