![]() |
إذا عَمِل الإنسان عملا صالحا ثم عَمِل عملا سيئا هل السيئ يمحو الحسن؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..,
أنا مشرفة في أحد المواقع على قسم العلم الشرعي , إحدى العضوات طرحت أسئلة تريد الإجابة عليها , فأخبرتها أنني سأعرض أسئلتها على علماء ثقات , فأتمنى منكم الرد بارك الله فيكم وزادكم علماً وفقهاً , هذا نص أسئلتها ,, س/ هل الإستغفار يتوقف بالذنب يعني مثلا كنت مستغفرة ثلاث ايام وبعدها اتفرجت مسلسل او سمعت اغاني او اي شي مثل كذا هل يتوقف اللي راح ولاينحسب لي يعني يروح اجره ؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . إذا عَمِل الإنسان عملا صالحا ثم عَمِل عملا سيئا ، فإن السيئ لا يمحو الْحَسَن ، ولا يُحبِط العمل إلاّ الرِّدّة إذا مات عليها صاحبها ، نسأل الله العافية والثبات . سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله : شخص أدى فريضة الحج وبعدها ترك الصلاة والعياذ بالله ، ثم تاب وصلى ، فهل يلزمه الحج مرة أخرى ؟ باعتبار أنه ترك الصلاة وتارك الصلاة كافر . فأجاب رحمه الله : إذا كان الواقع هو ما ذكره السائل ، فإن حَجَّه لا يَبطل ولا يَلزمه حَجَّة أخرى ؛ لأن الأعمال الصالحة إنما تَبطل إذا مات صاحبها على الكفر . أما إذا هَداه الله وأسلم ومات على الإسلام فإن له ما أسلف من خير ؛ لقول الله عز وجل في سورة البقرة : (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ، ولقوله صلى الله عليه وسلم لحكيم بن حِزام لَمَّا سَأله عن أعمال صالحة فعلها في الجاهلية ، هل تنفعه في الآخرة ؟ فقال له صلى الله عليه وسلم : أسلمت على ما أسلفت من خير . وقال شيخنا العثيمين رحمه الله : محبطات الأعمال تنقسم إلى قسمين : قسمٌ عام ، وقسمٌ خاص يُبطل كل عمل بعينه ؛ فأما القسم العام المبطل لجميع الأعمال فهو الرِّدَّة ، فإذا ارتد الإنسان - والعياذ بالله - عن دين الله ومات على الكفر يحبط جميع عمله لقوله تعالى : (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ، أما إذا ارتد ثم منَّ الله عليه فَرجع إلى الإسلام فإن عمله لا يَحبط . ولهذا يسأل كثيرٌ من الناس يقول عن نفسه إنه حج الفريضة وهو يصلي كما يصلي الناس وقائمٌ بشعائر الإسلام ، ثم أتاه وقت ارتد فيه عن الإسلام فترك الصلاة ، ثم منَّ الله عليه برجوعه إلى الإسلام فأقام الصلاة وقام بشعائر الإسلام ، فيسأل : هل بَطل حَجه الذي كان قبل رِّدته فوجب عليه أن يُعيده أم لا ؟ فنقول : لا لم يبطل حجك وليس عليك إعادته ؛ لأن الله تعالى اشترط لحبوط العمل بالرِّدَّة أن يموت الإنسان على الرِّدَّة . أما الْمُبْطِلات الخاصة ، فهي تختص في كل عمل بحسبه ، فالوضوء مثلاً يُبْطِله الْحَدَث ، والصلاة يُبْطِلها ما تَبْطُل به كالضحك والكلام وشِبْهِه . اهـ . وهنا : ما هي الذنوب التي يجعل الله حسنات صاحبها يوم القيامة هباء منثورا؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=4926 هل المنتهك لمحارم الله أسبوعيا يحبط عمله وإن كان كجبال تهامة ؟ http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?p=16974 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 09:53 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى