![]() |
طرقت الأنترنت للدعوه فواجهتني ردود تألمت منها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الإخوة الفضلاء أكرمكم الله ورفع قدركم مما لاشك فيه للدعوة أساليب متعددة وطرق كثيرة لا حصر لها ومن هذه الأبواب باب الدعوة إلى الله عبر المنتديات وعبر الإنترنت بشكل عام بطرح مواضيع أو نقل مواضيع لها وقع وعظي في نفوس القراء ربما يكون طرحها في المنتديات أو المجموعات البريدية أو ما شابه قاصدين وجه الله وعلى أمل أن يهتدي بموضوعنا شخص ما ألهته المعاصي والدنيا لن اطيل عليكم لكن سبب كتابتي هو أنني طرقت باب المنتديات ووجدت قبولاً لطرحي منذ فترة قريبة طرقت باب أحد المجموعات البريدية للدعوة إلى الله ولتنبيه الغافلين بمغريات الانترنت وللتحذير من مداخل الشيطان كالماسنجر وطرق التعامل في المنتديات بين الجنسين وغيره واجهتني ردود تألمت حقيقة منها وفيها استهزاء بأسلوب الدعوة وسخرية من شخصي ومن طرحي ومن افكاري للدعوة إلى الله ويمكنني طرح أحد هذه الردود التي تألمت منها كمثال بسيط من الأمثلة طامعة من فضيلتكم ارشادي لطريقة التعامل مع فئات كهذه ونصحي بالطريقة السليمة للإستمرار في مجال الدعوة عبر الانترنت وهذا مثال حي أقتبسه لكم اقتباس:
http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا يَتَّضِح مِن خلال الردّ الْمُقْتَبَس أن صاحبته تحتاج إلى الأدب أكثر مما تحتاج إلى شيء آخر ، وعلى من ينتقد الناس أن يَنظُر في عيوب نفسه قبل أن ينظر في عيوب الناس ، وأن يتأدّب بآداب الرَّدّ قبل أن يَرُدّ . قال الليث بن سعد رحمه الله لبعض طلاّب العْلِم : أنتم إلى يسير مِن الأدب أحْوج منكم إلى كثير مِن العِلْم ! وقال شريك بن عبد الله : قليل مِن الأدب خير مِن كَثير مِن العِلْم . وقال برهان الدين البقاعي رحمه الله لبعض الأعاجِم : أنت أحْوج إلى الأدب مِنك إلى العِلْم الذي جئت تَطلبه ! وقد أَمَر الله بالتذكير ، فقال : (وَذَكِّرْ) . وأخبر أنه إنما ينتفِع بالذِّكْرَى مَن كان مؤمِنًا ، فقال : (فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) . وإنما يتذكّر مَن كان عاقلا ، فقال تعالى : (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ) ، وهم أصحاب العقول السليمة ! وأخبر أنه إنما يتذكّر مَن يَخْشَى ، فقال : (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى) . ونصّ أهل العلم على أن عنوان السعادة في ثلاث ، منها : إذا ذُكِّر تذكَّر . وليس كَحَال من إذا ذُكِّر أعْرَض ونأى بِجانبه ، وسَخِر ممن ذَكَّرَه . وكون الإنسان قد سَمِع ما يُقال لا يمنعه ذلك مِن قبول الحق والانقياد له ، إلاَّ أن يكون مُعانِدا أو مُكابِرا . وعلى من يدعو إلى الله أن يَصْبر على دَعوته ، ولا يلتفت إلى استهزاء المستهزئين ، فقد اسْتُهْزِئ بإمام المرسَلِين صلى الله عليه وسلم ، فقال الله عزّ وَجَلّ له : (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) ، ثم قال له تبارك وتعالى : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) ، أي : فَعَلَيك بِعِبَادَة ربِّـك تبارك وتعالى ، وعليك بالتسبيح والصلاة ، فإن ذلك يُزيل عنك ضيق الصَّدْر ، ويُذهِب الْهَمّ . وقال الله عزّ وَجَلّ لرسوله صلى الله عليه وسلم : (وَإِذَا رَآَكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا) ! وأخبر الله جَلَّ جَلاله بأن الاستهزاء مِن صِفات المنافقين ، فقال : (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ) . وأخبر أن الاستهزاء مِن صِفات الجاهلين ، فقال في صِفات المؤمنين : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا) . وقال تعالى : (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) وقال في قصة موسى مع قومه : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) فـ (قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا) فَرَدّ عليهم نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام بِقوله : (أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) ! فالاستهزاء بضاعة الجاهلين ، وطريقة المنافقين ، وأسلوب المشرِكين .. نعوذ بالله من أن نكون من الْهَالِكِين . وكان الله في عونك . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 10:17 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى