![]() |
أُصيب بصدمة نفسية ... !!!
،
بسم الله الرحمن الرحيم أُصيب بصدمة نفسية رجل طُرِد من عمله = فأُصيب بصدمة نفسية آخـر احـترق بيته = فأُصيب بصدمة نفسية ثالث خسِر في تجارته = فأُصيب بصدمة نفسية امرأة تزوّج عليها زوجها = فأُصيبت بصدمة نفسية ثانية اكتشفت أن زميلتها في العمل هي ضرّتها = فأُصيبتْ بصدمة نفسية ثالثة طُلّقت = فأُصيبتْ بصدمة نفسية إلى غير ذلك مما نسمع به بين الحين والآخر بهذه العبارة ( أُصيب بصدمة نفسية ) ومما لا شك فيه أن هذه الصدمات النفسية لم تكن تُعرف عند أسلافنا ، ولم تعرف إلى نفوسهم طريقاً . لمـاذا ؟ أعُدِمَ الإحساس عندهم ؟؟ أم أنهم لا يُحسّون ؟؟ أم أن نفوسهم تختلف ؟؟ أو تغيّر الزمان ؟؟ ما السِّـرّ إذاً ؟؟؟ السِّـرّ – بارك الله فيكم – يكمن في الإيمان بالله والرضا بالقضاء . السِّـرّ يكمن في صدق الإيمان بالله ( فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) حتى يتبيّن الصادق في إيمانه من الكاذب وحتى تظهر حقيقة الإيمان بالركن السادس من أركان الإيمان الإيمان القدر خيره وشرّه . حلوه ومُرِّه والتسليم لله سبحانه وتعالى في مواطن القضاء والقدر وحقيقة الصبر ، واحتساب الأجر ، وصدق الإيمان بالقضاء والقدر تظهر على محكّ " الصدمة الأولى " فمن صبر عند الصدمة الأولى ... عند تلقّي الخبر ... عند وقوع الفاجعة من صَبَر في هذه المواطن ، وعوّد نفسه عليه ، وتصبّر ، لم تضرّه نازلة تنزل به . و " إنما الصبر بالتّصبّر " كما في الصحيحين عنه عليه الصلاة والسلام . ومن صَبَر في هذا الموضوع " عند الصدمة الأولى " وصبر في تلك الحالة " أول وقوع الخبر " من كان كذلك لم يُصب بأذى . ومن آمن بالله وحقق الإيمان بالقضاء والقدر ، وأيقن أن الكلّ من عند الله [ الخير والشر ] وآمن أيضا أن الله لم يخلق ولم يُقدّر شرّاً محضا خالصاً ، علِمَ أن ما يُصيبه ليس شرّاً على كل حال ( لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ) ثم نَظَر إلى المُقدَّر بعين البصيرة فتلمّح المنحة في طيّ المحنة . ثم تذكّر أن هذه الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة وليس لها قدر عند العقلاء وأنها دار ابتلاء وامتحان وأنه خُلِق في كَبَـد ... في همّ وغمّ ونكـد ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَد ) طُبِعت على كدر وأنت تُريدها *** صفواً من الأقذاء والأكدار ومُكلّف الأيام ضد طباعهـا *** مُتطلّب في الماء جذوة نار فإذا استحضر المسلم أو المسلمة هذه الأمور مُجتمعة هانت عليه المصائب فلم يجمع على نفسه كُومة مصائب ! = المصيبة التي وقعت – من خسارة أو حريق أو طلاق أو زواج زوج ! = مصيبة المرض النفسي . = فوات الأجر بالجزع والتّسخّط . = تحصيل الإثم بالتّسخّط . والمسألة تحتاج إلى صبر ومُصابرة ، وجهد ومُجاهَدة . ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) والله يتولّى السرائر . وأترككم في حفظ الله ورعايته . _ _ _ _ _ _ _ كتبه عبد الرحمن بن عبد الله السحيم عـضـو مـركـز الـدعـوة والإرشـاد بـالـريــاض |
الساعة الآن 01:35 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى