![]() |
ما هي المسافة بين القدمين بالنسبة للرجل وللمرأة في الصلاة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما هي المسافة بين القدمين بالنسبة للرجل وللمرأة في الصلاة فهل هناك نص يحدد المسافة ، وماهي المسافة بين قدم المصلي والمصلي المجاور له هل يلصقها أم يترك مسافة ؟ وجزاكم الله كل خير مقدماً الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا ليس هناك مسافة مُحددة بالضبط لا يُزاد عليها ولا يُنقَص ، وقد قدّرها بعض أهل العْلم بِشِبْر . وعادة يكون ما بين القَدمين مع حجم القَدَمَين مُقَارِبا لِمَا بَيْن المنكِبين . ولا يُباعِد ما بين رِجْلَيه كثيرا ، لأن هذا من شأنه التضييق على من كان بِجواره ، هذا مِن جِهَة . ومِن جِهة ثانية ، فإن هذا يُؤدّي إلى وُجود فُرَج بين الْمُصِّلين . والسنة أن لا تُتْرَك فُرْجَة بين الْمُصَلِّين . قال الإمام البخاري : باب إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف . وقال النعمان بن بشير : رأيت الرجل مِـنّا يُلْزِق كَعْبه بِكَعْب صاحبه . ثم روى بإسناده إلى أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أقيموا صفوفكم فإني أراكم من وراء ظهري . وكان أحدنا يُلْزِق منكبه بمنكب صاحبه وقَدَمَه بِقَدَمِه . وما ذَكَره البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنه رواه الإمام أحمد بلفظ : قال : فرأيت الرجل يُلزق كَعْبه بِكَعْب صَاحِبه . ورواه أبو داود بِنحوه . وقال ابن قدامة : ويُكره أن يُلصِق إحدى قدميه بالأخرى في حال قيامه ؛ لِمَا رَوى الأثرم عن عيينة بن عبد الرحمن ، قال : كنت مع أبي في المسجد ، فرأى رجلا يُصلّي ، قد صفّ بين قدميه ، وألْزَق إحداهما بالأخرى ، فقال أبي : لقد أدركت في هذا المسجد ثمانية عشر رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت أحدا منهم فعل هذا قط . وكان ابن عمر لا يُفرِّج بين قدميه ، ولا يَمس إحداهما بالأخرى ، ولكن بَين ذلك ، لا يقارب ولا يباعد . اهـ . واستثنى بعض أهل العْلِم مِن ذلك : المرأة ، فقالوا : وإن كانت امرأة ضَمَّت بعضها إلى بعض ؛ لأن ذلك اسْتَر لَها . روى عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : أتُشِير المرأة بيديها كالرجال بالتكبير ؟ قال : لا ترفع بذلك يديها كالرِّجال . وأشار ، فَخَفض يديه جدا وجمعهما إليه ، وقال : إن للمرأة هيئة ليست للرَّجُل . وروى عن ابن جريج عن عطاء قال : تَجْمَع المرأة يديها في قيامها ما استطاعت . وروى عن معمر عن الحسن وقتادة قالا : إذا سَجَدَتِ المرأة فإنها تنضمّ ما استطاعت ، ولا تتجافى ، لكي لا ترفع عجيزتها . قال الإمام الشافعي : وقد أدّب الله تعالى النساء بالاستتار ، وأدبهن بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم . وأُحِبّ للمرأة في السجود أن تَضُمّ بعضها إلى بعض ، وتُلْصِق بطنها بِفَخِذيها ، وتسجد كأسْتَر ما يكون لها ، وهكذا أُحِبّ لها في الركوع والجلوس وجميع الصلاة أن تكون فيها كأسْتَر ما يكون لها ، وأُحِبّ أن تَكْفِتْ جِلبابها وتجافيه راكعة وساجدة عليها لئلا تَصِفها ثيابها . اهـ . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : الْمَرْأَةُ أُمِرَتْ أَنْ تَجْتَمِعَ فِي الصَّلاةِ وَلا تُجَافِيَ بَيْنَ أَعْضَائِهَا ، وَأُمِرَتْ أَنْ تُغَطِّيَ رَأْسَهَا ، فَلا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةَ حَائِضٍ إلاَّ بِخِمَارِ ، وَلَوْ كَانَتْ فِي جَوْفِ بَيْتٍ لا يَرَاهَا أَحَدٌ مِنْ الأَجَانِبِ ؛ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهَا مَأْمُورَةٌ مِنْ جِهَةِ الشَّرْعِ بِسَتْرٍ لا يُؤْمَرُ بِهِ الرَّجُلُ ، حَقًّا لِلَّهِ عَلَيْهَا ، وَإِنْ لَمْ يَرَهَا بَشَرٌ . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض |
الساعة الآن 06:03 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى