![]() |
كيف ننـزع من قلوب الشباب حب التقاليد الغربية ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ وفقه الله ورعاه / القصات الغربية ، والملابس الغربية ، والأغاني الغربية ، وكل ما هو غربي ( ليس عربي إسلامي ) لا يزال محل إعجاب وإكبار من لدن الشباب مما دعاهم إلى التقليد والمحاكاة لتلك المظاهر المخلة بالدين والمروءة وذابت فيهم روح العزة والاستقلالية بما هو ( إسلامي ) إلا من شاء الله . والسؤال أحسن الله إليك : كيف ننـزع من قلوب الشباب حب التقاليد الغربية ؟ وكيف يمكن إبراز الشخصية المسلمة للشباب بحيث يعتز بها ويفخر ؟ وجزاكم الله خيرا الجواب : وأحسن إليك ما ذَكَرته أخي الحبيب حق وواقع وهو نتيجة لغلبة الكفار في أمور الدنيا ولتفوّقهم في المجال العسكري ، وتقدّمهم في التكنولوجيا المادية . ويَذكر علماء الاجتماع أن هذه تكاد تكون قاعدة . وأعني بها إعجاب المغلوب بالغالب ، ومحاولة تقليده ومُحاكاته . وحكى لنا التاريخ عن محاكاة وتقليد أبناء النصارى للمسلمين ، وذلك حينما كانت القوة والغَلَبة للمسلمين في حدود أوربا ، وعلى وجه الخصوص في الأندلس . فقد كان من يتعلّم اللغة العربية من أبناء النصارى يفتخر بها ! ويبرز بها على أقرانه ! ولما صارت الغلبة اليوم للكفار صار بعض أبناء المسلمين يفخر إذا حفِظ كلمتين من لغة القوم ! بل ربما تحدّث بها في أوساط من لا يُحسنونها ! وربما تحدّث بلغة مكسَّرة ! ليُكلّم عاملا أجنبياً ، قد يكون العامِل يفهم لغة المتحدِّث ! ولكنها عُقدة النقص . والنظر إلى الغرب على أنه القدوة ! ومِن ثَمّ احتقار بلده ولغته ! أما السبيل إلى الاعتزاز بلغة القرآن والتمسّك بعاداتنا فيكون ببث روح الاعتزاز بهذا الدين أولاً ، وبالإقناع ثانياً . هل يُتصوّر أن الشاب الذي قص شعره قصة غربية يكون مُقتنعاً بها ؟ أسأل بعض الشباب - أحيانا - هل أنت مقتنِع بما عملت برأسك ؟ فيكون الجواب - غالباً - : لا إذاً لماذا قصصت شعرك بهذه الطريقة ؟ تُفاجأ بالجواب : مثل أصحابي ! مثل الممثل فلان ! أو المغني فلان ! إذا لا توجد عنده قناعات لما قام بذلك العمل . فهذا سهل إقناعه . كما يكون بتجلية صورة الغرب أمام أعين الشباب ولا أخفيك قولا ، ولا أكتمك سِـرّاً إذا قلت لك إن الصورة المرتسمة في أذهان كثير من شبابنا رسمها الإعلام بصورة خاطئة وقد تكون مقلوبة بنسبة 180 درجة ! كيف ؟ الواقع أن الغرب جحيم ! وأن تلك الدول لا تصلح للمعيشة ! قد يُقال إنني مُبالِغ في قولي ، متجنّ في حكمي . فأقول : قابلت مرة شابا عربيا يعيش في إحدى دول أوربا ، وكان هذا الشاب يلبس أسورة في يديه ! وأقراطا في أذنيه ! - وقيل لي : إنه يُتاجر بالمخدِّرات ! - والأعجب أنه قال لي بالحرف الواحد : هذه البلاد وِحشة ! هذه البلاد ما هي بلاد معيشة ! والله يعلم مع كثرة مَن قابَلت في أوربا من أبناء الجالية المسلمة في دول متعددة لم أرَ شخصا يمدح أوربا أو العيش فيها . قد يقال : لماذا ؟ فأقول : لعِدّة عوامل . منها : كُره النصارى للمسلمين ، وهو يظهر في صور شتى ! ففي دول المجوعة الأوربية تم الاتفاق على ضرورة استقدام فئات شبابية لسد النقص الحاصل في تلك الدول نتيجة زيادة نسبة الشيخوخة . فبعض تلك الدول قامت باستقدام أيدي عاملة من بعض دول أمريكا الجنوبية ! وضيّقت الخناق على المسلمين ، وربما كان بعضهم يعيش في تلك الدول منذ سنوات ! ومرّة حملت معي كُتبا وأشرطة فتم حجزها في المطار وبقيت لمدة تزيد على عشرة أشهر - في زمن السرعة - ! وأحد الشباب ترك تلك البلاد بعد أن أمضى فيها عشرين عاما لكثرة مضايقته لنشاطه الدعوي ! إلى غير ذلك من صور الحقد النصراني ! أخلص من هذا إلى أن كشف الصورة الحقيقية للغرب ، وتجلية الواقع ، وكشف القناع مما يُزيل إعجاب كثير من شبابنا بالغرب . والغرب في حقيقته أمثِّله بشخص يلبس عباءة جميلة ، وتحتها ثياب مرقعة متسخة ، فما أن تُنـزع تلك العباءة حتى يبدو المخبأ ! وهذا هو واقع الغرب فهم كما وصفهم الشيخ عايض : فهم قطيع كشويهات الغنم ! يقول الإمام الذهبي رحمه الله : فكيف تطيب نفسك بالتشبه بقوم هذه صفتهم ، وهم حطب جهنم ؟! وأنت تتشبّه بأقلف ! عابد صليب ! اهـ . والأقلف هو الذي لم يُختن . كيف تطيب نفوس شبابنا أن يتشبّهوا بعبّـاد الصليب ؟ أم كيف طابت نفوسهم أن يتشبّهوا بالذين وصفهم الله عز وجل بأنهم كالأنعام بل أضل ؟ وإن تعجب فاعجب من مسلم يقرأ في كل صلاة : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ) ثم تراه يتشبّه بقوم كان قبل قليل يستعيذ بالله من طرقهم وسلوكهم ! ويُسأل أمثال هؤلاء الذين يتشبّهون بالكفار .. هل رأيتم كافراً تشبّه بكم ؟ الجواب : لا ويُبيّن لهم أن التشبه ضعف وعجز وذلة ومهانة فالصغار يُقلِّدون الكبار ، ويُحاولون التشبّه بهم . والتشبّه لا يقع إلا مِمن هانت عليه نفسه ، كما أنه لا يقع إلا من ضعيف الشخصية ، وممن لا يمتلك مقوّمات الشخصية السوية ، وليس لديه قناعة فيما يفعل ! فلو بُيِّنت مثل هذه المعاني لَمَقَت المقلِّد نفسه . والله تعالى أعلم المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم |
الساعة الآن 11:23 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى