![]() |
الشباب لديهم طاقة. فكيف يمكن توجيهها لمقاومة الفساد ونصرة الحق؟
قد يحجب الحق إلى حين ولكنه لا يندثر ، وقد ينتفش الباطل ولكنه يدفع بالحق ويدمغ .. ولكن الناس اليوم يكتفون بالقول ... فما قيمة اعتراف بحق لا يتحقق ، ولا قيمة إنكار باطل ينتشر دون مقاومة ... والشباب لديهم طاقة هائلة .. فكيف يمكن توجيهها لمقاومة الفساد ونصرة الحق على مختلف الأصعدة ؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : إذا وُجِد الحق وُجِد له أتباع ، ولو لم يكن للحق أتباع وكان له من يحمله لكان هذا من دواعي النصر ! إن غلاما صغيرا كان هو حامل لواء الحق ! ذلكم الغلام كان في سن بحيث إذا تأخر في الحضور ضربه أهله ! ذلكم هو غلام أصحاب الأخدود الذي حَمَل الحق ونافح عنه وأعلن أن الحق منصور لا يُهزم . وقد انتصر الحق فعلاً ، وتحقق ما أراده الغلام ، وآمن الناس ، وتحققت النتائج التي لم يرَها ذلك الغلام . بل إن نبينا صلى الله عليه وسلم حَمَل لواء الحق والدعوة إليه وحيداً فريدا شريدا طريدا ، حتى آمن به من آمن ، ووجد الـنُّصرة والإيواء ، فقامت دولة الإسلام في المدينة على سوقها ، وانتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ولم يكتمل بناء تلك الدولة ، وكان عليه الصلاة والسلام قد بشّر بامتداد مُلك أمته ، وأنه سيبلغ المشارق والمغارب ، وأن أمته سوف تملك مُلك كسرى وقيصر . إن نبينا صلى الله عليه وسلم رغم ما كان يتعرض له أصحابه من تضييق وتعذيب ، لم تضق به الأرض ، ولم يستعجل النتائج ، بل لم يُشكِ أصحابه ولم يسمع شكواهم ، بل كان يضرب لهم الأمثلة من الأمم الماضية ممن صبروا على دينهم ، وثبتوا عليه ، تثبيتا لهم ، وليعلموا أن غيرهم سار على هذا الطريق الشاق الشائك . قال خباب بن الأرت رضي الله عنه : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له : ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو الله لنا ؟ قال : كان الرجل فيمن قبلكم يُحفر له في الأرض فيُجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصدّه ذلك عن دينه ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصدّه ذلك عن دينه ، والله لَيـُتِـمّنّ هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون . رواه البخاري . وخباب رضي الله عنه هو الذي لقي من المشركين ما لقي من التعذيب والنكال . سأل عمر رضي الله عنه خباباً رضي الله عنه عما لقي من المشركين ، فقال : يا أمير المؤمنين انظر إلى ظهري ، فنظر فقال : ما رأيت كاليوم ! قال خباب : لقد أُوقدت لي نار وسحبت عليها فما أطفأها إلا وَدَك ظهري . إن الشباب اليوم بحاجة إلى الإيحاء بمثل هذه القصص أن نُصرة هذا الدين أمانة في أعناقكم ، وإن ما تُقدِّمونه لِدِين الله هو عبادة لله . وأن الدِّين ما كان ليصلنا لولا ما بُذل من جهود لنصرته . وأنك مهما تفعل لخدمة دينك فهو محفوظ مُدّخر لك . أما الشباب فهو قوة ، والشباب هو الطاقـة ، وإن لم تُشغل هذه الطاقات في خدمة الدِّين شُغِلت فيما عدا ذلك ، وكلٌّ يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها . أما توجيه طاقات الشباب فيدور على عدة محاور ، منها : 1 - المعلّمون على اختلاف مراكزهم : فعلى عاتقهم يكون حمل العبء الأكبر من هذا التوجيه . 2 - الأسرة على اختلاف أفرادها ، فيوعز إلى الشاب أن أمتك تنتظر منك الكثير وأنك كما قيل : قد هيأوك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ فالأم تتحمل مسؤولية التربية والتوجيه منذ الصِّغر ، أما إذا كبر الشاب دون توجيه أو تربية فيصعب آنذاك أن يُوجّـه . 3 - المجتمع ، فالمجتمع له عاداته وأعرافه التي في كثير من الأحيان تكون كالأُطُر الضابطة للسلوك والتصرّفات كثير من الشباب يُراعون – أحيانا – العادات قبل مراعاة المحرّمات . والتوجيه قد يكون مُباشِراً وقد لا يكون مباشراً . والشعور بشعور الجسد الواحد وإحياء روح العـزّ والنُّصر مما يوجّـه الشباب توجيها سليما وبعض الشباب – كما أسلفت – يجمع إلى تقصيره تقصيرا آخر ، ويُضيف إلى معصيته معصية أخرى وذلك أنه إذا كان مُقصِّراً تخلّى عن خدمة دينه ، وجعل تقصيره عُذراً في تخلّفه عن الرَّكْب . ومما ينبغي أن يوجّه إليه الشباب عدم استعجال قطف الثمرة قبل النضج ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ربّـى أصحابه على ذلك . فإن مما يُفسد نُصرة الحق استعجال الثمرة ولكنكم تستعجلون ! والله تعالى أعلم المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 11:30 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى