![]() |
لعن الدنيا والنهي عن سب الدهر .هل بينهما تعارض ؟
شيخي الفاضل .
أود أن اسأل عن الحديث التالي و معناه ؟ الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها ، إلا ذكر الله و ما والاه ، و عالما أو متعلماً و هل يتعارض مع الحديث التالي : " يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار " فهل يقصد بالحديث الأول أن الدنيا لا خير فيها إلا بذكر الله و ما أُمرنا به من إعمار الكون وعبادة الله ، الأمر الذي يحتم علينا التعلم ، سواء العلم الشرعي والذي من خلاله نبني شخصية المسلم العابد ، الخلوق ، العامل، المعلم و المتعلم ، المجاهد ، المتدبر لملكوت الله و قدرته ، و العلم الدنيوي من طب و فلك و رياضيات و غيرها لنبتغي من فضل الله ، و نعمر الكون ، و نزداد إيماناً بمعرفة مدى قدرة و عظمة الخالق. --------- أما الحديث الثاني فإنه يتكلم عن الدهر و ليس عن الدنيا ، و بينهما اختلاف ؟ فهل ما فهمته صحيح ؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب/ الحديث الأول ينص على أن : الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم . ولذا يقول أبو الدرداء رضي الله عنه : اطلبوا العلم ، فإن عجزتم ، فأحبوا أهله ، فإن لم تحبوهم فلا تبغضوهم . ولذا تُـذمّ الغفلة عن ذكر الله ، ويُمدح الذاكر حال الغفلة ويعظم أجره . وهذا يدل على أن الله مقت هذه الدنيا ، وأنها لا تساوي عنده جناح بعوضة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم . والحديث الآخر فيه النهي عن سب الدّهر ؛ لأن سب الدهر إنما هو سب لما فيه من تصاريف الأحوال واختلاف الأقدار ، فيقع السب على مُدبّر ذلك ، وهو الله سبحانه وتعالى . فإنه سبحانه هو مُصرّف الدهور مُدبّر الأمور سبحانه وتعالى . وللفائدة : فإن الكلام على الدهر يكون على أقسام : فإن وُصِف الدهر أو الزمان بأنه حار أو بارد أو وقت شِـدّة ونحو ذلك ، فهذا وَصف ، ولا يدخل في النهي . وإن سب الدهر ، كان يلعن الأيام والليالي ، أو يصف الزمن بأنه غدّار ونحو ذلك ، فهذا من السب المنهي عنه ؛ لأن الدهر ليس له تصرّف ، فالله هو المُصرّف ، فإن سب الخلق سب الخالق . والله أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 07:31 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى