منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   إرشـاد القـصــص (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=37)
-   -   سؤال عن قصة إبراهيم وسارة (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6173)

محب السلف 07-03-2010 11:12 PM

سؤال عن قصة إبراهيم وسارة
 
الشيخ الفاضل :

قرأت هذه القصة من موقع ومضمونها شبه ما كنت أسمعه وهي : ذكر في سفر التكوين الفصل الثاني عشر في الفقرة 11 هذا الكلام

(( فلما قارب أن يدخل مصر قال لساراي امرأته أنا أعلم أنك امرأة جميلة المنظر فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون هذه امرأته فيقتلونني ويستبقونك فقولي إنك أختي حتى يحسن إلي بسببك وتحيا نفسي من أجلك ولما دخل إبرام مصر رأى المصريون إن المرأة حسنة جداً ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون فأخذت المرأة إلى بيته فأحسن إلى إبرام بسببها فصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال

فضرب الرب فرعون وأهله ضربات عظيمة بسبب ساراي امرأة إبرام فاستدعى فرعون إبرام وقال له ماذا صنعت بي لم لم تعلمني أنها امرأتك لم قلت هي أختي حتى أخذتها لتكون لي امرأة والآن ها امرأتك خذها وامض وأمر فرعون قوما يشيعونه هو وامرأته وكل ماله))

والقصة تعني أن إبراهيم عليه السلام قال عن زوجته سارة إنها أخته ؟؟ وهنالك حديث يخبر أن إبراهيم عليه السلام كذب ثلاث كذبات وبعضهم من قال إن هذه واحدة منهم ؟؟

فأفتونا بعلمكم بارك الله فيكم


http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الـجـواب/

أولاً : النظر والقراءة والاطلاع على كُتب أهل الكتاب يجب أن يكون من أهل الاختصاص والعلم بما عند القوم من شُبهات ، والعلم بالجواب عنها .

فقد روى الإمام أحمد أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتب ، فقرأه النبي صلى الله عليه وسلم فغضب ، فقال : أمتهوّكون فيها يا ابن الخطاب ؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية .

لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به ، أو بباطل فتصدقوا به . والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيّـاً ما وسعه إلا أن يتبعني . ومعنى ( متهوّكون ) أي متهوّرون وزناً ومعنى .

ثانياً : في ديننا ما يُغني عنه ، مما أشرتِ إليه – حفظك الله – فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لم يكذب إبراهيم النبيّ عليه السلام قط إلا ثلاث كذبات ؛ ثنتين في ذات الله قوله : ( إني سقيم ) ، وقوله : ( بل فعله كبيرهم هذا )

وواحدة في شأن سارة ، فإنه قدم أرض جبار ومعه سارة ، وكانت أحسن الناس ، فقال لها : إن هذا الجبار إن يعلم إنك امرأتي يغلبني عليك ، فإن سألك فأخبريه إنك أختي ، فإنك أختي في الإسلام ، فإني لا أعلم في الأرض مسلما غيري وغيرك ، فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار أتاه فقال له : لقد قدم أرضك امرأة لا ينبغي لها أن تكون إلا لك ،

فأرسل إليها فأتي بها ، فقام إبراهيم عليه السلام إلى الصلاة ، فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها ، فقُبضت يده قبضة شديدة فقال لها : ادعي الله أن يطلق يدي ولا أضرك ، ففعلت ، فعاد ، فقُبضت أشد من القبضة الأولى ، فقال لها مثل ذلك ، ففعلت ، فعاد ، فقُبضت أشد من القبضتين الأوليين ،

فقال : ادعي الله أن يطلق يدي فلك الله أن لا أضرك ، ففعلت ، وأُطلِقت يده ، ودعا الذي جاء بها فقال له : إنك إنما أتيتني بشيطان ! ولم تأتني بإنسان ، فأخرِجها من أرضي ، وأعطها هاجر . قال : فأقبلت تمشي فلما رآها إبراهيم عليه السلام انصرف فقال لها : مهيم ؟ قالت : خيراً . كفّ الله يد الفاجر ، وأخدم خادما . و ( مهيم ) كلمة يُراد بها الاستفهام .

هذا خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه على آله وسلم . وكيف اعتبر إبراهيم ومن بعده محمد - صلى الله عليهم وسلم – هذه كذبات ! وهذا يدلّ على عِظم شأن الكذب . وكيف عُدّت هذه من الكذب ، وهي للمصلحة .

والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


الساعة الآن 10:06 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى