منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   إرشــاد الـصــلاة (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=9)
-   -   سؤال الناس في المساجد (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6204)

ناصرة السنة 08-03-2010 01:27 PM

سؤال الناس في المساجد
 
يمر بنا هذه الايام وبكثره ظاهره هى وباختصار سؤال وطلب الاعانه والمساعده من بعض الناس المحتاجين وربما الغير محتاجين ، وفي هذه الجمعه خطب بنا احد الدعاه الشباب الذين نسأل الله لهم التوفيق والسداد وهو ما ان بدأ الكلام الا وانسجمنا معه لدرجه اننا تمنينا الا يسكت مما اعطيه من علم واسلوب خطابى مؤثر ...المهم الشاهد في قضيتنا انه ما ان اتم الصلاه حتى قام احد الاخوه يسأل وما ان قام الاول الا ان قام آخر في الجهه المقابله وتشتنا بينهم فما كان من الاخ الخطيب الداعيه الا ان قال يا اخوه جزاكم الله خيرا المساجد لم توضع لهذا بل وضعت للعباده وحدثت ربكه بعد ذلك ليس من المهم ذكرها ....

المهم وانا اشاهد هذا الموقف تذكرت قول الله تعالى ( واما السائل فلا تنهر ) وتذكرت حديثا للمصطفى عليه الصلاة والسلام وان كان يغيب عنى النص الا ان معناه من فتح باب مسئله فتح له باب فقر ...

وجلست افكر في هذا الموضوع برهه بعد الصلاه حتى انى لم استطع منع نفسي من التفكير في هذا الامر حتى في السنه وتفكرت فيما لو كان هؤلاء فعلا محتاجين فماذا يفعلون ( طبعا لاشك ان اللجوء الى الله هو ما ينتظر من كل انسان وبالاخص المحتاج ولكنى اقصد هؤلاء الذين سيسألون الناس اين يذهبوا لسؤالهم) .

طبعا المسأله تحتاج الى تفصيل وربما يخطر على بال احدنا جوابا ولكن علينا بالتروى وعدم الاستعجال وآمل من الشيخ عبدالرحمن السحيم ان يجيبنا عن هذه الظاهره وهل تصرف هذا الامام صحيح ام انه أخطأ وما الواجب نحو هؤلاء السائلين وهل يجوز الطلب في المساجد ؟؟؟


http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب

بارك الله فيك أخي الحبيب
كُنت قد كتبت مقالاً بعنوان ( لـم تُـبْـنَ لهذا ) ونُشِر في مجلة الدعوة في 4 / 1 / 1422 هـ في العدد 1785 .
وهذا هو المقال المذكور .


أما مسألة " سؤال الناس في المساجد " وردّ السائل .ففرق بين ردِّه وبين نهره ، فالأول يكون بالحسنى ، والثاني بشدّة وغِلظة .
وإذا سأل سائل في المساجد وامتهن مهنة التّـسـوّل فإنه يُنهى عن ذلك .
ورد السائل في المساجد له أصل ، فقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم : إنما بُنِيَت المساجد لما بُنِيَت له .
وقال صلى الله عليه وسلم عن المساجد : إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة وقراءة القرآن . رواه مسلم .
ومعلوم أن مسألة الناس واستجدائهم لا تصلح أن تكون في المساجد .

والمسألة – غالباً – تشتمل على الكذب ، بل والأيمان الكاذبة ، والتمارض ، وغير ذلك .
بالإضافة إلى إشغال المُصلّين ، والتشويش على المصلي والذاكر .

ورد السائل في هذه المواضع من باب تعظيم شعائر الله ، فإن كان فقيرا محتاجا فعلا فليقف أو يجلس عند باب المسجد ، ولا حاجة للبيان الخطابي أو إحضار معتوه أو مريض . نسأل الله السلامة والعافية .

نعم . لو جاء أُناس أو شخص إلى إمام وذكروا حاجتهم ، ورأى مناسبة أن يُجمع لهم ، فهذا راجع إلى الإمام ، لحديث جرير رضي الله عنه ، وهو في صحيح مسلم .

وأما قوله تعالى : ( وأما السائل فلا تنهر ) فقد قال فيه بعض المفسرين إنه في سؤال العلم ، بدليل قوله تعالى في الامتنان على نبيِّـه : ( ووجدك ضالا فهدى )
ويدخل في هذا السائل إذا سأل الناس أن لا يُنهر ويُرد ردا جميلا ، ويُعطى إذا عُلِم صدقه .
ولكن الملاحظ في السؤّال أنهم لا يرضون باليسير ، بل ويشترط بعضهم ، كأن يُعطى طعاما أو ثياباً فيقول : لا أريد إلا مالا !
وبعضهم بل كثير منهم يكذبون ويتكثّرون بأموال الناس ، وهذا أمر خطير .
جاء رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسألانه من الصدقة ، فقلّـب فيهما البصر ، ورآهما جلدين ، فقال : إن شئتما أعطيتكما ، ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب . رواه أحمد وأبو داود وغيرهما ، وهو حديث صحيح .
و روى البخاري عن حكيمَ بنَ حِزام رضيَ اللّهُ عنه أنه قال : سألتُ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فأعطاني ، ثمّ سألتهُ فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ثمّ قال : يا حكيم ! إنّ هذا المالَ خَضِرةٌ حُلوة ، فمن أخذَهُ بَسخاوةِ نفس بوركَ له فيه ، ومن أخذَهُ بإشْرافِ نفس لم يُبارَك لـه فيه ، كالذي يأكلُ ولا يشبَعُ. اليدُ العُليا خيرٌ منَ اليدِ السّفلى . قال حكيمٌ : فقلتُ : يا رسولَ اللّهِ ، والذي بَعثكَ بالحقّ لا أرزأُ أحداً بعدَكَ شيئاً حتى أُفارِقَ الدنيا .

وخطورة المسألة والتّسوّل أن من تعوّد عليها أذل نفسه للناس ، بل ربما استمرأ هذا الأمر ، وقعد عن العمل .ولذا قال عليه الصلاة والسلام : لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم . متفق عليه .
وهذا جزاء من جنس عمله ، فلما قل ماء وجهه في الدنيا جاء يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم .
وقال صلى الله عليه وسلم : من سأل الناس أموالهم تكثراً ، فإنما يسأل جمراً ، فليستقل أو ليستكثر . رواه مسلم .

وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على العمل ، والاستغناء عن الناس فقال عليه الصلاة والسلام : لأن يغدو أحدكم فيحطب على ظهره فيتصدق به ويستغني به من الناس ، خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه ذلك ، فإن اليد العليا أفضل من اليد السفلى . متفق عليه .

والله أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


الساعة الآن 01:59 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى