منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=39)
-   -   إذا أذنب العبد ثم تاب .. ثم عاد و أذنب .. ثم تاب ... فهل يكون له توبة ؟؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6214)

ناصرة السنة 08-03-2010 03:23 PM

إذا أذنب العبد ثم تاب .. ثم عاد و أذنب .. ثم تاب ... فهل يكون له توبة ؟؟
 
http://www.almeshkat.net/vb/images/slam.gif

عبد يذنب ذنباً كبيراً ثم يتوب ويقلع فترة ثم يعود لذنبه ويكرر ذنبه وتوبته فهل مثل هذا تقبل توبته ام ماذا تعتبر؟؟؟


السؤال بصيغة اخرى
التوبة تكون حتى ولو كان العبد يتوب من ذنبه الكبير ويقلع عنه فترة طويلة ثم يعود لنفس الذنب ويتكرر هذا الذنب نفسه ...فهل يعتبر هذا من الاصراربالرغم من توبته بعد مزاولة الذنب لفترة من الزمن؟؟؟؟؟

ولكم من الله الاجر والمثوبة



http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك
حتى ولو كان كذلك

فإن الله عز وجل قال : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ )

ولم يقل : التائبين

فإن التوّاب صيغة مبالغة ، بمعنى الذي يُكثر التوبة .

وقال عليه الصلاة والسلام : لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون يغفر لهم . رواه مسلم .
وفي رواية له قال : لو أنكم لم تكن لكم ذنوب يغفرها الله لكم لجاء الله بقوم لهم ذنوب يغفرها لهم .

وفي الموضوع المشار إليه بالرابط حديث العبد الذي يُذنب ويعود في الذّنب .

ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : أذنب عبدٌ ذنبا ، فقال : اللهم اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له رَبّـاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، ثم عاد فأذنب ، فقال : أي رب اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له رَبّـاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، ثم عاد فأذنب ، فقال : أي رب اغفر لي ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له رَبّـاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، اعمل ما شئت فقد غفرت لك .

فقولُه : اعمل ما شئت فقد غفرت لك .
يدلّ على أن اللهَ لا يزال يغفر لعبده كلما استغفر مالم يُصرّ على معصيته أو يموت على الشرك طالما أنه موقنٌ أن له ربّاً يأخذ بالذنب ويغفره
كما في قوله عليه الصلاة والسلام : إن الشيطان قال : وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، فقال الرب تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني . رواه الحاكم وغيره وهو حديث صحيح .

ولا يعني هذا أن يتمادى العبد في المعاصي ، فإن الله قال في كتابه العزيز : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ) في الدنيا ( أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) في الآخرة .

قال أبو عبد الله الإمام أحمد بن حنبل : أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة الشرك ، لعله إذا ردّ بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك .
( يعني إذا ردّ بعض قول النبي صلى الله عليه وسلم ) .

وقال الله في الحديث القدسي : يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفـر الذنوب جميعا فاستغفرونى أغفر لكم . رواه مسلم .
قال عليه الصلاة والسلام : إن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه . متفق عليه .

فقوله في الحديث السابق : أذنب عبدٌ ذنباً . يدلّ على العموم ؛ لأن لفظ ( ذنباً ) نكرة فتشمل الذنب الكبير والصغير .

وطالما أنه يندم ويتوب فهو على خير إن شاء الله ، ولكن عليه الحذر من شؤم المعصية ، ومِن عواقب الذنب .

والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


الساعة الآن 07:54 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى