![]() |
حكم قصر الصلاة في سفر المعصية
...
شيخنا الفاضل : هل صحيح أنه لا يصح للمسافر قصر الصلاة حين تكون نيته من سفره المعصية http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : هذه المسألة محلّ خلاف . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وقد تنازع المتأخرون فيمن سافر لزيارة قبر نبي [ من الأنبياء ] أو نحو ذلك من المشاهد ، والمحققون منهم قالوا : إن هذا سفر معصية ولا يقصر الصلاة فيه ، كما لا يقصر في سفر المعصية ، كما ذكر ذلك ابن عقيل وغيره ، وكذلك ذكر أبو عبد الله بن بطة أن هذا من البدع المحدثة في الإسلام ، بل نفس قصد هذه البقاع للصلاة فيها والدعاء ليس له أصل في شريعة المسلمين ولم ينقل عن السابقين الأولين رضي الله عنهم وأرضاهم أنهم كانوا يتحرّون هذه البقاع للدعاء والصلاة ، بل لا يقصدون إلا مساجد الله ، بل المساجد المبنية على غير الوجه الشرعي لا يقصدونها أيضا كمسجد الضرار . اهـ . وقالوا مثل ذلك في الأكل من الميتة عند الاضطرار ؛ لأن الله لما ذكر تحريم الميتة قال : ( فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغ وَلا عَاد فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) قالوا : والعاصي باغ أو عاد ولا يُباح له ذلك . بل قالوا مثل ذلك في عموم رُخص السفر ، حتى في النافلة في السفر ، كما نصّ عليه الإمام النووي رحمه الله في المجموع . فقد قال الإمام النووي : شرط جواز التنفل في السفر ماشيا وراكبا أن لا يكون سفر معصية ، وكذا جميع رخص السفر شرطها أن لا يكون سفر معصية . اهـ . وقال في موضع آخر : مذهبنا جواز القصر في كل سفر ليس معصية سواء الواجب والطاعة والمباح كسفر التجارة ونحوها ، ولا يجوز في سفر معصية ، وبهذا قال مالك وأحمد وجماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم . اهـ . وقال أيضا : ولا يجوز الجمع في سفر معصية . اهـ . وقال أيضا : لا يجوز الفطر في رمضان في سفر معصية بلا خلاف . اهـ . وقال ابن عبد البر رحمه الله : قال مالك : ومن سافر في معصية لم يجز له أن يقصر . وقال الشافعي : إن سافر في معصية لم يقصر ، ولم يمسح مسح المسافر . وهو قول الطبري . اهـ . وقال شيخنا العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : مسألة : رجل سافر لأجل أن يترخّص ، فهل يترخّص ؟ الجواب : لا ؛ لأن السفر حرام حينئذ ؛ ولأنه يُعاقب بنقيض قصده ، فكلّ من أراد التحايل على إسقاط الواجب أو فعل المحرّم عُوقب بنقيض قصده . والله تعالى أعلى وأعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 01:23 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى