منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم التوبـة والدعوة الى الله وتزكية النفس (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=39)
-   -   حكم تذكير الناس بالأعمال الصالحة أو الأذكار (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6617)

محب السلف 11-03-2010 05:39 PM

حكم تذكير الناس بالأعمال الصالحة أو الأذكار
 
...

قال لي أحد الأخوة نريد أن عمل لوحة تذكر فيها دعوة للمصلين : بعنوان هل تريد قيراطين من الحسنات ؟

وهو يقصد تذكير الناس بفضل الصلاة على الميت وحضور دفن الجنازة ، وطلب مني أضع رقم هاتف مغسلة الموتى القريبة منا كي يقوم الناس بالاتصال بهم وسؤالهم هل في هذا اليوم جنازة أم لا ، ليكسبوا فضل الصلاة وحضور الدفن .

فأخبرت إمام المسجد عن هذه الفكرة ، فقال لي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الصحابة الذكر أو العمل الصالح ولا يذكرهم فيما بعد لأنهم كانوا حريصين على كسب الحسنات فهل هذا صحيح ؟

أفتونا مأجورين .


http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب : هذا نوع من التذكير وقد قال الله تبارك وتعالى : (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) وقال سبحانه وتعالى : (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى)

وهذا يعني أن هناك من يغفل فيحتاج إلى التذكير ، بخلاف التعليم فإنه يكون في حق من يجهل الأمر .وتختلف طريقة تذكير الناس وعظا عاما أو قولاً خاصا أو كتابة أو مراسلة ، فكل هذه من أنواع التذكير . والنبي صلى الله عليه وسلم كان يُعلّم أصحابه ، وكان يُذكّرهم ، ويحثّهم على فعل الخيرات .

فهو عليه الصلاة والسلام الذي علّمهم فضل الصيام والقيام ، وذكّرهم به كما في قوله عليه الصلاة والسلام : من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . رواه البخاري ومسلم .

وكما في قوله : من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يُصلي عليها ويفرغ من دفنها ، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين ، كل قيراط مثل أُحد ، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط . رواه البخاري ومسلم .

وهذا من التذكير والحث على فعل الخير ، فلا أرى حرجا في وضع مثل هذا التذكير للغافل ، بل وربما يكون فيه تعليم للجاهل .

وأما قوله : " إن رسول صلى الله عليه وسلم يعلم الصحابة الذكر أو العمل الصالح ولا يذكرهم فيما بعد لأنهم كانوا حريصين على كسب الحسنات " فهذا غير صحيح لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخوّل أصحابه بالموعظة .

قال ابن مسعود رضي الله عنه : كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا . رواه البخاري ومسلم .

وقال العرباض بن سارية رضي الله عنه : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ؛ ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي .

فهذا يدلّ على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعاهد أصحابه بالموعظة ، ولم يكن يكِلهم إلى ما عندهم من حرص وصدق إيمان ؛ لأن القلوب تحتاج إلى أن تُساق إلى الله والدار الآخرة بالترغيب تارة وبالترهيب تارة .

والله تعالى أعلى وأعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد


الساعة الآن 08:19 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى