![]() |
شرح عُمدة الأحكام : الحديث الـ 189 في حُكم من نسي فأكل أو شرب وهو صائم
شرح أحاديث عمدة الأحكام شرح الحديث الـ 189 من أكل ناسيا شرح الحديث الـ 189 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من نسي - وهو صائم - فأكل أو شرب فليتمّ صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه . فيه مسائل : 1 = في رواية للبخاري : من أكل ناسيا وهو صائم ، فليتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه وفي رواية له : إذا نسي فأكل وشرب ، فليتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه . 2 = هذا من فضل الله ومِنّتِه وكرمِه أن عفا لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان . كما في قوله تعالى : ( لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ) قال : نعم ( رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ) قال : نعم ( رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ ) قال : نعم . ( وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) قال : نعم . وفي رواية قال الله تبارك وتعالى : قد فعلت . رواه مسلم . وكما في قوله عليه الصلاة والسلام : إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ، ما لم يتكلموا ، أو يعملوا به . متفق عليه . وقوله عليه الصلاة والسلام : إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان ، وما استكرهوا عليه . رواه ابن ماجه . 3 = لماذا خصّ الأكل والشرب دون غيرهما ؟ وهل تلحق به بقية المًفطِّرات ؟ لأن الغالب في المفطّرات هو الأكل والشرب ، بخلاف الجماع فإن الرجل إذا نسي ذكرته زوجته . والحكم عام فيمن أتى مُفطِّراً ناسياً أو جاهلا أو مُخطئا . قال النووي : إذا أكل أو شرب أو تقايأ أو استعطّ أو جامع أو فعل غير ذلك مِن مُنافيات الصوم ناسيا لم يُفطر عندنا ، سواء قل ذلك أم كثر هذا هو المذهب والمنصوص ، وبه قطع المصنف والجمهور من العراقيين وغيرهم ... وذكر الخراسانيون في جِماع الناسي طريقين : أصحهما : ما قدّمناه عن الجمهور أنه لا يُفطر للأحاديث . والثاني : على قولين كَجِمَاع المُحْرِم ناسِيا : أصحهما : لا يفطر . والثاني : يُفطِر ، قال المتولي وغيره : وهو مُخَرّج مِن الحج ليس منصوصا ، وبهذا القول قال أحمد ؛ فعلى المذهب وهو الطريق الأول ، قال السّرَخْسِي : الفرق بين جماع الناسي في الإحرام والصيام أن المُحْرِم له هيئة يَتَذَكّر بها حاله ، فإذا نسي كان مُقَصّرا بِخلاف الصائم . اهـ . 4 = هل يُنكر على مَن أكل أو شرب ناسياً ؟ وهل يُذكّـر ؟ نعم ، يُنكر عليه ، ويُذكّر بأنه صائم ؛ لأن هذا من التعاون على البر والتقوى ، والصائم وإن كان معذوراً لنسيانه فالذي يراه ليس معذوراً ، فيُذكّره بأنه صائم . 5 = هل يقضي من أكل أو شرب ناسيا ؟ لقوله عليه الصلاة والسلام : من أفطر في رمضان فلا قضاء عليه ولا كفارة . رواه الحاكم . 6 = من وقع في شيء من المُفطّرات فلا بُـد أن يكون عالما عامداً ذاكراً ، وسيأتي تفصيله لاحقا إن شاء الله . 7 = معنى أطعمه الله وسقاه . أي أن الله تصدّق عليه فلما أكل وشرب ناسياً عفا الله عنه . 8 = هذا عام في صيام الفريضة من رمضان وفي صيام النافلة ولا فرق . كتبه عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 01:59 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى