![]() |
حديث 62 في فضل صلاة الجماعة
شرح أحاديث عمدة الأحكام حديث 62 في فضل صلاة الجماعة ح 62 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذّ بسبع وعشرين درجة . في الحديث مسائل : 1 = بوّب عليه المصنف ( باب فضل صلاة الجماعة ووجوبها ) وقد عقد الإمام البخاري بابا فقال : باب وجوب صلاة الجماعة قال الحافظ ابن حجر : هكذا بت الحكم في هذه المسألة ، وكأن ذلك لقوة دليلها عنده . اهـ . 2 = فضل صلاة الجماعة على صلاة الفرد . وسيأتي في الحديث الذي يليه أن صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بخمس وعشرين درجة ، وسيأتي هناك الجمع بين الحديثين . وقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله ما تفضل به صلاة الجماعة على صلاة المنفرد ، فَذَكَرَ أكثر من عشرين خصلة . قال رحمه الله : فأولها : إجابة المؤذن بنية الصلاة في الجماعة والتبكير إليها في أول الوقت والمشي إلى المسجد بالسكينة ودخول المسجد داعيا وصلاة التحية عند دخوله كل ذلك بنية الصلاة في الجماعة سادسها : انتظار الجماعة سابعها : صلاة الملائكة عليه واستغفارهم له ثامنها : شهادتهم له تاسعها : إجابة الإقامة عاشرها : السلامة من الشيطان حين يفرّ عند الإقامة حادي عاشرها : الوقوف منتظرا إحرام الإمام أو الدخول معه في أي هيئة وجده عليها ثاني عشرها : إدراك تكبيرة الإحرام كذلك ثالث عشرها : تسوية الصفوف وسدّ فرجها رابع عشرها : جواب الإمام عند قوله سمع الله لمن حمده خامس عشرها : الأمن من السهو غالبا وتنبيه الإمام إذا سها بالتسبيح أو الفتح عليه سادس عشرها : حصول الخشوع والسلامة عما يلهى غالبا سابع عشرها : تحسين الهيئة غالبا ثامن عشرها : احتفاف الملائكة به تاسع عشرها : التدرب على تجويد القراءة وتعلم الأركان والأبعاض العشرون : إظهار شعائر الإسلام الحادي والعشرون : إرغام الشيطان بالاجتماع على العبادة والتعاون على الطاعة ونشاط المتكاسل الثاني والعشرون : السلامة من صفة النفاق ومن إساءة غيره الظن بأنه ترك الصلاة رأسا الثالث والعشرون : رد السلام على الإمام الرابع والعشرون : الانتفاع باجتماعهم على الدعاء والذكر وعود بركة الكامل على الناقص الخامس والعشرون : قيام نظام الألفة بين الجيران وحصول تعاهدهم في أوقات الصلوات فهذه خمس وعشرون خصلة ورد في كل منها أمر أو ترغيب يخصه ، وبقي منها أمران يختصان بالجهرية وهما : الإنصات عند قراءة الإمام والاستماع لها ، والتأمين عند تأمينه ليوافق تأمين الملائكة . اهـ . ويُمكن أن يُضاف عليها أنه كلما زاد عدد الجماعة كان أكثر في الأجر ، لقوله عليه الصلاة والسلام : صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده ، وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل ، وما كانوا أكثر فهو أحب إلى الله عز وجل . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي . وتختصّ بعض المساجد والجماعات بخصائص ليست لغيرها ، كما يختص الحرم النبوي بأن الصلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، فإن الصلاة فيه بمائة ألف صلاة . وتختص بعض المساجد أو الجوامع بأنه يُصلى فيها على الجنائز ، فيكون أعظم للأجر . كما أن انتظار الصلاة بعد الصلاة أفضل ممن يُصلي ثم ينصرف . لقوله صلى الله عليه وسلم : أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى ، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجراً من الذي يصلي ثم ينام . رواه البخاري ومسلم . 3 = هل في هذا الحديث دليل على عدم وجوب صلاة الجماعة ؟ عندما نقول فضل صلاة الجماعة ، هل في هذا القول نفيٌ للوجوب ؟ الجواب : لا كما نقول : فضل من غضّ بصره عن الحرام ، أو فضل من ترك المحرّمات لله ، كما في قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار ، وأن أحدهم تقرّب إلى الله باستعفافه عن الحرام ، والحديث في الصحيحين . وكما ورد في الأحاديث فضل صيام رمضان ، وأن من صامه إيمانا واحتسابا أنه يُغفر له ، كما في الصحيحين فهذا لا يعني عدم وجوب الصيام . والترغيب قد يرد في فعل الواجبات . فمثل هذا اللفظ لا يدل على عدم وجوب صلاة الجماعة . والأدلة الدالة على وجوب صلاة الجماعة كثيرة ، وسيأتي الحديث عنها – إن شاء الله – في شرح الحديث 64 4 = الـفـذّ : تعني المنفرد . وهل صلاة المنفرد على الإطلاق أو مخصوصة بعدم العذر ؟ الذي يظهر من الأحاديث أن المعذور يحصل له أجر الجماعة ويدلّ على ذلك أحاديث منها : حديث أبي موسى مرفوعاً : إذا مرض العبد أو سافر كُـتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا . رواه البخاري . وحديث أبي هريرة مرفوعاً : من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم خرج عامداً إلى المسجد فوجد الناس قد صلوا كتب الله له مثل أجر من حضرها ، ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئا . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي ، وحسّنه الألباني . والمِثلـيّـة لا تقتضي المساواة ، وهذا في المعذور لا في المتكاسل المتهاون . ويُستفاد من هذين الحديثين أن المعذور يُكتب له مثل ما يُكتب له حال ارتفاع العُذر . فمن كان مُحافِظاً على صلاة الجماعة فإنه يُكتب له أجر الجماعة إذا سافر أو مرِض . ولذلك كان السلف يحرصون على الجماعة وكان الأسود إذا فاتته الجماعة ذهب إلى مسجد آخر وجاء أنس إلى مسجد قد صُلي فيه فأذّن وأقام وصلى جماعة . علقهما الإمام البخاري في صحيحه . كتبه عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 12:30 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى