![]() |
هل الآية (وَقَدِمْنا إِلَى ما عَمِلوا مِن عَمَل فجعلْناهُ هباءً منثورًا) أخوف آية ؟
السلام عليكم
رأيت هذا الكلام في أحد المنتديات و بدأ ينتشر عبر الإيميل فهل هو صحيح و هو كالتالي أخوف أية في القرآن > > >أتعلمون إن أخوف أية في القرآن هي قوله تعالى :{وقدمنا >إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} إنها حقا من >أكثر آيات القرآن تخويفا للمؤمنين وتتحدث عن فئة من >المسلمين تقوم بأعمال كجبال تهامة من حج وصدقات وقراءة >قرآن وأعمال بر كثيرة وقيام ليل ودعوة وصيام وغيرها من >الأعمال . وإذ بالله تعالى ينسف هذه الأعمال فيكون >صاحبها من المفلسين وذلك لأن عنصر الإخلاص كان ينقص تلك >الأعمال فليس لصاحب تلك الأعمال إلا التعب والسهر والجوع >ولا خلاص يوم القيامة من العذاب والفضيحة إلا بالإخلاص >ولا قبول للعمل إلا بالإخلاص . فهل هذ الكلام له أصل ام لا جزاكم الله كل خير http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب/ http://www.almeshkat.net/vb/images/rdslam.gif وإياك في قوله تعالى : ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَل فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ) قال القرطبي : هذا تنبيه على عِظم قدر يوم القيامة، أي قصدنا في ذلك إلى ما كان يعمله المجرمون من عملِ بِـرِّ عند أنفسهم . اهـ . وكان السلف يتخوّفون من مثل هذه الآية أن يكونوا من أهلها ، فلا يأمنون على أنفسهم ، وكانوا يُنـزِّلون القرآن على أنفسهم قال القرطبي : وقال سفيان الثوري في هذه الآية ( وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ) : ويل لأهل الرياء ، ويل لأهل الرياء ، هذه آيتهم وقِصّتهم . وقال عكرمة بن عمار : جزِع محمد بن المنكدر عند موته جزعا شديدا ، فقيل له : ما هذا الجزع ؟ قال : أخاف آية من كتاب الله ( وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ) فأنا أخشى أن يبدو لي ما لم أكن أحتسب . اهـ . وجاء نحو هذا عن الصحابة رضي الله عنهم وروى البخاري في صحيحه أن عبد الرحمن بن عوف أُتيَ بطعام ، وكان صائما ، فقال : قتل مصعب بن عمير ، وهو خير مني ، كُفن في بردة ، إن غطي رأسه بدت رجلاه ، وإن غطي رجلاه بدا رأسه ، وأراه قال : وقتل حمزة وهو خير مني ، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا ما أعطينا ، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عُجلت لنا ، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام . وفي رواية للبخاري قال : لقد خشيت أن يكون قد عُجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا ، ثم جعل يبكي . وما ذلك إلا خوفاً من أن يكون ممن قال الله فيهم : ( وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا ) . ولما نزل قوله تعالى : ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا ) بلغت من المسلمين مبلغا شديداً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قاربوا وسددوا ، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارةٌ ،حتى النكبة ينكبُها ، أو الشوكة يشاكُها . رواه مسلم . والشاهد أن سلف هذه الأمة كانوا يُنـزلون القرآن على أنفسهم ، كأنهم يُخاطَبُون به . والله تعالى أعلى وأعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 12:08 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى