كيف ضُبطت صيغة دعاء الاسترجاع عند المصيبة : اللهم أجرني في مصيبتي ؟
 

بسـم الله الرحمـــن الرحيـــم

السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه



عند المصيبة يشرع للمسلم أن يقول :
"إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرَا منها "

رواه مسلم

السؤال :

أجرني هل ننطقها بضم همزة القطع وضم الجيم بعدها :

أُجُرْنِي

بمعني طلب الأجر من الله على هذه المصيبة

أم بفتح همزة القطع وكسر الجيم بعدها:

أَجِرْني

بمعني أستجير بالله من هذه المصيبة


وبارك الله فيكم وجزاكم خيرا

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

جاءت على أوْجُه :
آجِرْني
أجُرْني

قال القاضي عياض : وقوله " اللهم أجرني في مصيبتي " رويناه بالمد للهمزة وكَسْر الجيم ، وبالقصر وتسهيل الهمزة ، أو تسكينها وضمّ الجيم . وقوله : " آجره الله " بالوجهين أيضا : بِمَدّ الهمزة وقَصْرها ، يُقال : أجره الله بالقصر يأجره ، وآجره ، لغتان ، وأنكر الأصمعي الْمَدّ .
وقال : يُقال بالْمَدّ وبِغير الْمَدّ ، حكاه صاحب الأفعال ، وقال الأصمعي : هو مَقصور لا يُمَدّ ، وهو الذي حكاه أكثر أهل اللغة ، ومعنى " أجره الله : أي : أثابه على عمله ، ووفّاه أجْرَه عليه .

وقال ابن الأثير : آجَره يؤجِرُه إذا أثابَه وأعطاه الأجْرَ والجزاء . وكذلك أجَرَه يَأْجُره ، والأمر منهما آجِرْني وأجُرْني . اهـ .


وقال النووي : قال القاضي : أجرني بالقصر والمد ، حكاهما صاحب الأفعال . وقال الأصمعي وأكثر أهل اللغة : هو مقصور لا يُمدّ . ومعنى : أجره الله : أعطاه أجره وجزاء صبره وهَمّه في مصيبته .

وقال أيضا : وقوله صلى الله عليه وسلم : " وأخلِف لي " هو بقطع الهمزة وكَسْر اللام . قال أهل اللغة : يُقال لمن ذهب له مال أو ولد قريب أو شيء يُتَوقّع حصول مثله : أخلف الله عليك ، أي : رَدّ عليك مثله ، فإن ذهب ما لا يُتَوقّع مثله ، بأن ذهب والد أو عم أو أخ لمن لا جَدّ له ولا والد له قيل : خَلَف الله عليك بغير ألف ، أي : كان الله خليفة منه عليك . اهـ .

والله تعالى أعلم .