منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية

منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية (http://al-ershaad.net/vb4/index.php)
-   قسم القـرآن وعلـومه (http://al-ershaad.net/vb4/forumdisplay.php?f=20)
-   -   الحِكمة من النسخ في القرآن ، وهل يُخالف حفظه ؟ (http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=7185)

محب السلف 16-03-2010 05:55 AM

الحِكمة من النسخ في القرآن ، وهل يُخالف حفظه ؟
 
....
أريد أخيراً أن أعرف عن الناسخ والمنسوخ بشكل موجز ، والحكمة في النسخ ، وهل هذا يتعارض مع قوله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ؟
وهذه الأسئلة سألني إياها نصارى ولم أجد جواباً شافياً لدي عنها لهذا بدأت أبحث عن جواب لها ولكني ليومي هذا لم أجد رداً من أحد . جزاكم الله خيراً وأفاد بكم أمة المسلمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

النسخ ثابت بالكتاب قبل أن يكون ثابتاً في السنة، قال عز وجل : ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَة أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْر مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ )

والنسخ يكون على أنواع كما هو منصوص عليه في هذه الآية . فإما أن يكون نسخ الـحُـكم مع بقاء التلاوة . وإما أن يكون نسخ التلاوة والـحُـكم، وإما أن يكون نسخ التلاوة مع بقاء الـحُـكم

وما جاء في السنة فهو داخل في هذه الأنواع . وليس النسخ مخالفا لحفظ القرآن ؛ لأن الكل من عند الله ، فالناسخ والمنسوخ كلٌّ من عند ربنا

فالنسخ وقع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولذا كان جبريل يُعارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن ومن فائدة هذه المعارَضة والمدارسة والمراجعة أن يُثبت الـمُحْـكَم ويُنسخ المنسوخ

فما أراد الله بقاء تلاوته أبقاه ، وما أراد الله نَسْخَه نَسَخَه ، ولا يتعارض هذا مع تكفّل الله بحفظ القرآن . فالله قد تكفّل بحفظ كتابه فلا يُزاد فيه ولا يُنقص مِن قِبَل البشر

وإنما إذا زاد الله وحيا في حياة نبيه صلى الله عليه وسلم فهو من كتابه ، وما نقص منه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فهو المنسوخ الذي نُسخت تلاوته ، سواء بقي حُكمه أو لم يَبقَ .

أما بعد حياة النبي صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحي فلا يُمكن أن يُزاد فيه ولا يُنقص ولا يُمكن أن ينسخ شيء منه ، وإنما يُقال : هذا ناسخ وهذا منسوخ اعتمادا على ما كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .

وأما الحِكَم في النسخ ، فمنها :

1 - التخفيف بعد التشديد في الـحُـكم .

2 - الابتلاء والاختبار ، وهل يؤمن الناس بأن هذا من عند الله أو يرتدوا على أدبارهم، ولذا قال الله تبارك وتعالى في شأن نسخ القبلة الأولى وتحويلها إلى الكعبة بعد أن كانت إلى بيت المقدس :

( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ )

3 - التدرّج في التشريع ، فيُبدأ بالأخفّ ثم الأشد . قال السيوطي رحمه الله : وهنا سؤال ، وهو أن يُسأل : ما الحكمة في رفع الحكم وبقاء التلاوة ؟

فالجواب من وجهين :
أحدهما : أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله تعالى فيُثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة .

وثانيهما : أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا بالنعمة ورفع المشقة . وأما حكمة النسخ قبل العمل كالصدقة عند النجوى فيثاب على الإيمان به وعلى نية طاعة الأمر . اهـ .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية في الرياض


الساعة الآن 07:13 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by Sherif Youssef

يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى