![]() |
كيف التوفيق بين حديثين : الأول في أن إبراهيم حرّم مكة ، والثاني أن الله هو الذي حرّم مكة ؟
السؤال :
كيف التوفيق بين هذين الحديثين ؟ الحديث الأول : يتكلم أن إبراهيم عليه السلام هو الذي حرّم مكة . وبين الأحاديث التي تدل على أن الله هو الذي حرم مكة ؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الـجـواب : أولاً : مِن الأحاديث الدّالة على أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام حرّم مكة : حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه ، والحدث رواه البخاري ومسلم . ثانياً : ومِن الأحاديث التي تدلّ على أن الله حرّم مكة : حديث أبي شريح العدوي رضي الله عنه ، وهو مُخرّج في الصحيحين . والجمع بين هذه الأحاديث ، والتوفيق بينها أن يُقال : إن الله هو الذي حرّم مكة ، وجَعَلها حراماً إلى يوم القيامة . وإبراهيم عليه الصلاة والسلام أول من بنى البيت ، كما هو معلوم ، فتكون من هذا الباب نسبة التحريم إليه ، وإلا فمن المعلوم أن الأنبياء لا يُحرِّمون مِن قِبَل أنفسهم . ويكون إبراهيم عليه السلام هو أول من أُوحِي إليه تحريم البيت ، أي بعد بنائه للبيت . فتكون نسبة التحريم إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام . وأصل التحريم من الله تبارك وتعالى . فإن من المعلوم بداهة أن التحليل والتحريم تشريع ، وهو من الله ابتداءً . ويُقال مثل ذلك في اللعن . فإن في بعض الأحاديث لعن الله ، وفي بعضها لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد يكون في الشيء الواحد ، كما في حديث ابن مسعود _ المتّفقِ عليه _ ، وفي أوله قال : لَعَنَ الله الواشمات ، والموتشمات ، والمتنمصات ، والمتفلِّجات للحُسن ، المغيرات خلق الله . فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب ، فجاءت فقالت : إنه بلغني أنك لعنت كيت وكيت ؟ فقال : ومالي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ الحديث . فالشاهد من ذلك أن ابن مسعود رضي الله عنه نَسَب اللعن ابتداء إلى الله ، ثم لما رُوجِع قال : ومالي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فابتداء التشريع من الله ، وقد يُنسب إلى من جاء به . أو يُنسب إلى أول من عمِل به . كما يُقال : فعل الأمير كذا . وقد لا يكون للأمير إلا إصدار الأمر . وهذا جائز في اللغة ، ولذا جاءت اللغة العربية بالتوكيد والمؤكِّدات . فإذا قلت : جاء الأمير فيُحتمل أنك تريد رسوله أو أمره أو بعض حاشيته ، ونحو ذلك . لكنك عندما تقول : جاء ألأمير بنفسه ، فقد أكّدت قولك بأنك لا تعني سواه . فعلى هذا لا يكون هناك إشكال في إضافة تحريم مكة إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأنه أول من جاء به وعمِل به . ولا إشكال في إضافته لله لأن الله تبارك وتعالى هو الذي أمَرَ به وشَرَعه . كما تقول : ناقة الله ، وتقول : ناقة قوم صالح . وسبق : شرح الحديث الـ 235 في حُرمة مكة http://al-ershaad.net/vb4/showthread.php?t=6878 والله أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم |
الساعة الآن 08:00 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى