![]() |
خرجت بدون اذن زوجها ثم سألها عن الأمر فكذبت واختلقت قصة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم يا شيخ مرأة خرجت من غير اذن زوجها فلما سألها زوجها عن الأمر كذبت واختلقت قصة : وقالت أسال قريبتي فهي كانت عندي في البيت .. فأصر الزوج أن يسأل قريبتها وذهب الى بيتهم وارادت الزوجة من القريبة أن تشهد بأنها كانت عندها في البيت ... السؤال : 1- لو قالت المرأة أنها كانت عند زوجته وهي كاذبة هل تكون هذه شهادة زور ؟ 2- هل يصح أن يستدل هنا بمن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والاخرة ؟ جزاكم الله خير الجزاء http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته آمين ، ولك بمثل ما دعوت . لا يجوز للمرأة أن تشهد شهادة زور ، ولا أن تكذب في مثل هذا الموضع ؛ لأن هذا مِن شأنه أن يُفسِد النساء ، خاصة من تكون ضعيفة الدِّين ؛ ولأن هذا يحملها على الجرأة على الكذب ومُخادَعَة زوجها ، وعليها أن تقول الحق ، وإن خشيت مِن المفسدة فتستخدم المعاريض والتورية ، بأن تقول كلاما يفهم منه الزوج خِلاف المقصود . ولا يدخل هذا في باب مَن سَتَر مُسْلِمًا ؛ لأن هذا خيانة للزوج ، وإعانة على المعصية ، فإن خروج المرأة مِن بيت زوجها مِن غير إذنه معصية . جاء في " الشرح الكبير " ، وفي " المغني " : وله منعها من الخروج من مَنْزِله إلى ما لها بُدٌّ منه ، سواء أرادت زيارة والديها ، أو عيادتهما ، أو حضور جنازة أحدهما . قال الإمام أحمد في امرأة لها زوج وأم مريضة : طاعة زوجها أوجب عليها من أمّها ، إلاَّ أن يأذن لها . اهـ . وقال في الفروع : وله منعها من الخروج من مَنْزِله ، ويَحرُم بلا إذنه . اهـ . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : الْمَرْأَةُ إذَا تَزَوَّجَتْ كَانَ زَوْجُهَا أَمْلَكَ بِهَا مِنْ أَبَوَيْهَا ، وَطَاعَةُ زَوْجِهَا عَلَيْهَا أَوْجَب . اهـ . ولو كانت تلك المرأة خَرَجَتْ إلى مكان لا رِيبة فيه لكانت صَدَقَتْ زوجها وأخبرته بالحقيقة . وقد سُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ رَجُل ادَّعَى أَنَّهُ أَرْسَلَهَا إلَى عُرْس ثُمَّ تَجَسَّسَ عَلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْهَا فِي الْعُرْسِ فَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ ثُمَّ إنَّهُ أَتَى إلَى أَوْلِيَائِهَا وَذَكَرَ لَهُمْ الْوَاقِعَةَ فَاسْتَدْعَوْا بِهَا لِتُقَابِلَ زَوْجَهَا عَلَى مَا ذُكِرَ فَامْتَنَعَتْ خَوْفًا مِنْ الضَّرْبِ ؛ فَخَرَجَتْ إلَى بَيْتِ خَالِهَا ثُمَّ إنَّ الزَّوْجَ بَعْدَ ذَلِكَ جَعَلَ ذَلِكَ مُسْتَنَدًا فِي إبْطَالِ حَقِّهَا ؛ وَادَّعَى أَنَّهَا خَرَجَتْ بِغَيْرِ إذْنِهِ : فَهَلْ يَكُونُ ذَلِكَ مُبْطِلًا لِحَقِّهَا ؟ وَالْإِنْكَارُ الَّذِي أَنْكَرَتْهُ عَلَيْهِ يَسْتَوْجِبُ إنْكَارًا فِي الشَّرْعِ ؟ فكان مما أجاب به رحمه الله : إذَا أَتَتْ بِفَاحِشَة مُبَيِّنَة كَانَ لَهُ أَنْ يَعْضُلَهَا لِتَفْتَدِي مِنْهُ ؛ وَلَهُ أَنْ يَضْرِبَهَا . هَذَا فِيمَا بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ اللَّهِ . وَأَمَّا " أَهْلُ الْمَرْأَةِ " فَيَكْشِفُونَ الْحَقَّ مَعَ مَنْ هُوَ فَيُعِينُونَهُ عَلَيْهِ ، فَإِنْ تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهَا هِيَ الَّتِي تَعَدَّتْ حُدُودَ اللَّهِ وَآذَتْ الزَّوْجَ فِي فِرَاشِهِ ، فَهِيَ ظَالِمَةٌ مُتَعَدِّيَةٌ فَلْتَفْتَدِ مِنْهُ . وَإِذَا قَالَ : إنَّهُ أَرْسَلَهَا إلَى عُرْس وَلَمْ تَذْهَبْ إلَى الْعُرْسِ ، فَلْيَسْأَلْ إلَى أَيْنَ ذَهَبَتْ ؟ فَإِنْ ذَكَرَ أَنَّهَا ذَهَبَتْ إلَى قَوْم لا رِيبَةَ عِنْدَهُمْ وَصَدَّقَهَا أُولَئِكَ الْقَوْمُ ، أَوْ قَالُوا : لَمْ تَأْتِ إلَيْنَا ؛ وَإِلَى الْعُرْسِ لَمْ تَذْهَبْ : كَانَ هَذَا رِيبَةً ، وَبِهَذَا يَقْوَى قَوْلُ الزَّوْجِ . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 10:06 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى