![]() |
ما نوع التوحيد الذي دلت عليه جمل هذا الحديث "واعلم أن الأمة لو اجتمعت ..."؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعــــــد : سؤالي هو : ما نوع التوحيد الذي دلت عليه جمل هذا الحديث ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ) ( واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) نفعنا الله بعلمكم وشكرا http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا . قسّم العلماء التوحيد إلى ثلاثة أنواع : النوع الأول : توحيد الربوبية ، وهو إفراد الله تعالى بأفعاله . والنوع الثاني : توحيد الألوهية ، وهو إفراد الله تعالى بأفعال العِباد . والنوع الثالث : توحيد الأسماء والصفات . ومِن العلماء من يجعله نوعين : توحيد في الإثبات والمعرفة وتوحيد في الطلب والقصد قال ابن أبي العزّ في " شرح الطحاوية " : التوحيد الذي دَعَتْ إليه رُسل الله ونَزَلَتْ به كُتبه نوعان : توحيد في الإثبات والمعرفة ، وتوحيد في الطلب والقصد . فالأول : هو إثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وأفعاله وأسمائه (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ، في ذلك كله ، كما أخْبَر به عن نفسه ، وكما أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد أفصح القرآن عن هذا النوع كل الإفصاح ، كما في أول الحديد ، وطه ، وآخر الحشر ، وأول (الم تَنْزِيل) السجدة ، وأول آل عمران ، وسورة الإخلاص بكمالها ، وغير ذلك . والثاني : وهو توحيد الطلب والقصد : مثل ما تضمنته سورة (قل يا أيها الكافرون) ، و(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَة سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) آل عمران ، وأول سورة تَنْزِيل الكتاب وآخرها ، وأول سورة يونس وأوسطها وآخرها ، وأول سورة الأعراف وآخرها ، وجملة سورة الأنعام . وغالب سور القرآن متضمنة لنوعي التوحيد ، بل كل سُورة في القرآن ؛ فالقرآن إما خَبَر عن الله وأسمائه وصفاته ، وهو التوحيد العلمي الخبري ، وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخَلْع ما يُعبد من دونه ، فهو التوحيد الإرادي الطلبي ، وإما أمْر ونَهي وإلْزَام بِطاعته ، فذلك مِن حقوق التوحيد ومُكَمّلاته ، وإما خَبر عن إكرامه لأهل توحيده ، وما فعل بهم في الدنيا ، وما يُكْرِمهم به في الآخرة ؛ فهو جزاء توحيده ، وإما خَبر عن أهل الشرك ، وما فعل بهم في الدنيا مِن النكال ، وما يَحِلّ بهم في العقبى من العذاب ؛ فهو جزاء مَن خَرَج عن حُكم التوحيد . فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه ، وفى شأن الشرك وأهله وجزائهم . اهـ . وأصل هذا القول لابن القيم في " مدارج السالكين " . ويُنظر تحت أي نوع يدخل ما في هذا الحديث ! والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 12:39 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى