![]() |
ما حكم اعتكاف النساء في المسجد في شهر غير رمضان ؟
السؤال :
يا شيخ الله يجزاك بالخير لدي سؤال ما حكم اعتكاف النساء في المسجد في شهر غير رمضان ؟ وهل هناك شروط ؟ مثلاً لو كانوا يذهبون كل يوم جمعة و يعودون يوم السبت ؟ الجواب : وجزاك الله خيرا يصِحّ الاعتكاف في غير رمضان . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وإن اعتكف بدون الصيام ففيه قولان مشهوران ، وهما روايتان عن أحمد : أحدهما : أنه لا اعتكاف إلاَّ بِصوم ، كمذهب ابي حنيفة ومالك . والثاني : يصح الاعتكاف بدون الصوم ، كمذهب الشافعي . اهـ . واستدلّ من قال بِعدم اشتراط الصوم في الاعتكاف بِما ثبت في الصحيحين مِن حديث ابن عمر أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كُنْتُ نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ . قَالَ : فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ . زاد البخاري : فَاعْتَكَفَ لَيْلَةً . قالوا : والليل ليس مَحلاًّ للصيام . قال الترمذي : وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ : لا اعْتِكَافَ إِلاَّ بِصَوْم . وقَالَ آخَرُونَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ : لَيْسَ عَلَى الْمُعْتَكِفِ صَوْمٌ إِلاَّ أَنْ يُوجِبَ عَلَى نَفْسِهِ صَوْمًا ، وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ عُمَرَ أَنَّهُ نَذَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْوَفَاءِ . وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَقَ . اهـ . فعلى هذا لو اعْتَكَفَتِ المرأة في مسجد مِن المساجد جاز لها ذلك بشروط : الأول : أن تأمن الفتنة على نفسها . الثاني : إن كانت ذات زوج فلا بُدّ مِن أن يأذن لها . الثالث : أن يكون القصد من الاعتكاف الاشتغال بالطاعة ، وليس الكلام والقيل والقال ؛ لأن هذا مقصود الاعتكاف . ويصِحّ أن يكون الاعتكاف ليلة أو يوما أو أكثر . وكانت عائشة رضي الله عنها تعتكف ، واعتكفَتْ زوجات النبي صلى اله عليه وسلم بعد وفاته . قال ابن عبد البر : قال مالك لا يعجبني أن تعتكف المرأة في مسجد بيتها ، ولتعتكف في مسجد الجماعة . وقال أبو حنيفة لا تعتكف المرأة إلاّ في مسجد بيتها ، ولا تعتكف في مسجد الجماعة . وقال الثوري : اعتكاف المرأة في بيتها أفضل من اعتكافها في المسجد . وهو قول إبراهيم . قال أبو عمر : مِن حُجة مَن أجاز اعتكاف المرأة حديث ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة هذا ؛ لأن فيه أنهن استأذنّه في الاعتكاف فأذِن لهن فضربن أخبيتهن في المسجد ، ثم منعهن بعد . ومعلوم أن منعه لهن كان لغير المعنى الذي أذِن لهن مِن أجله . وقال أصحاب أبي حنيفة : إنما جاز لهن ضرب أخبيتهن في المسجد للاعتكاف مِن أجل أنهن كُنّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . وللنساء أن يعتكفن في المسجد مع أزواجهن ، وكما أن للمرأة أن تسافر مع زوجها كذلك لها أن تَعتكِف معه . وقال مَن لم يُجز اعتكافهن في المسجد أصلا : إنما تَرك رسول الله صلى الله عليه وسلم الاعتكاف إنكارا عليهن ، قال : ويدلّ على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : آلبر يردن ؟! أي : ليس هذا بِبِرّ . ولم يختلفوا أن صلاة المرأة في بيتها أفضل مِن صلاتها في المسجد ؛ فكذلك الاعتكاف . اهـ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم |
الساعة الآن 08:31 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى