ابن زوجي يرتكب المعاصي فهل عليّ ذنبه ومسؤوليته ؟
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فضيلة الشيخ

هنا سؤال:

أرجو من فضيلتكم أن تجاوبني في أقرب وقت. أنا متزوجة ولي إبن ،زوجي له إبن من طليقته وهي مسيحية،وهذا الإبن عمره١١ سنة وهو يعيش معنا أسبوع عندناوأسبوع عند أمه ،نحن نعيش في بلد أوروبي،

مشكلتي هي أن إبن زوجي لا يطبق أي شيء من تعاليمنا الدينية،بحيث أنه لا يصلي،يأكل ماهو غير حلال ويأكل لحمالخنزير أيضا،وقال لأبيه مرة أنه ليس بمسلم ولا يريد أن يكون مسلما

أنا في الأول كنت آخده لكي يصلي معي لكن أباه لم يتقبل هذا و أمه أيظا،في الأول كنت أنهيه عن كل لأشياء التي تغضب ربي ،لكن الآن لا أقول له شيئ،تركت لوالده حرية التصرف معه

أن الآن أخاف على ولدي منه،ولا أترك ولدي يلعب معه وفي صلاتي أدعو أن يرحل من عندنا نهائيا، هل لي ذنب في هذا و شكرا

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ليس عليك ذنب في ذلك ؛ لأن تربيته مسؤولية والده .
وإذا كان له تأثير على ابنك فعليك مَنْع ابنك مِن مخالطته ؛ لأن الإنسان يُؤثِّر ويتأثّر .

قال ابن حبان :
العاقل يجتنب مماشاة الْمُرِيب في نفسه ، ويفارق صحبة الْمُتَّهَم في دِينه ؛ لأن من صحب قوما عُرف بهم ، ومن عاشر امْرءًا نُسِب إليه .
وقال أيضا :
إن من أعظم الدلائل على معرفة ما فيه المرء من تقلبه وسكونه هو الاعتبار بمن يحادثه ويَودّه ، لأن المرء على دين خليله ، وطير السماء على أشكالها تَقَع ، وما رأيت شيئا أدلّ على شيء ولا الدخان على النار مثل الصاحِب على الصاحِب .
وأنشدني الأبرش :
يُقاس المرء بالمرء *** إذا ما هو ماشاه
وذو العرّ إذا احْتَكّ *** ذا الصحة أعداه
وللشيء من الشيء *** مقاييس وأشباه
وللروح على الروح *** دليل حين يلقاه

ويجب على زوجك أن يرعى ابنه ؛ لأنه مسؤول عنه في الدنيا وفي الآخرة .
قال عليه الصلاة والسلام : إن الله سائل كل راع عما استرعاه ، أحَفِظ ذلك أم ضَيَّع ؟ حتى يُسأل الرجل على أهل بيته . رواه الترمذي والنسائي في الكبرى .
وقال عليه الصلاة والسلام : كفى بالمرء إِثْمًا أن يُضَيِّع مَن يَعُول . رواه الإمام أحمد وأبو داود .

والله تعالى أعلم .