![]() |
جمع بين الآيتين (ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما) و (وقفوهم إنهم مسئولون)
السؤال :
كيف نجمع بين قول الله سبحانه : (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا) وبين أنهم موقوفون ليسألوا عن أعمالهم (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ) فكيف يكونون صُما ويُسألون ؟ وكيف يتلاومون وهم بُكم ؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : الجمع بين الآيات أن يوم القيامة مواقف ، ففي بعضها ينطقون وفي بعضها لا ينطقون . سئل ابن عباس : (لا يَنْطِقُونَ) ، (وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ) ، (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ) ، فقال : إنه ذو ألوان مرة ينطقون ومرة يختم عليهم . رواه البخاري تعليقاً . قال ابن عطية في في قوله تعالى : (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْس تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا) : وظاهر الآية أن كل نفس تجادل كانت مؤمنة أو كافرة ، فإذا جادَل الكفار بكذبهم وجحدهم للكفر شهدت عليهم الجوارح والرسل وغير ذلك بحسب الطوائف ، فحينئذ لا ينطقون ولا يُؤذن لهم فيعتذرون ، فتجتمع آيات القرآن باختلاف المواطن . وقال البغوي : (هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) أي في القيامة لأن فيها مواقف ، ففي بعضها يختصمون ويتكلمون وفي بعضها يُختَم على أفواههم فلا ينطقون . وقال ابن جُزَي في قوله تعالى : (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْس تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا) فإن قيل : كيف الجمع بين هذا وبين قوله : (هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ * وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) ؟ فالجواب : أن الحال مختلف باختلاف المواطن والأشخاص . وقال ابن كثير : وهذا يكون في حال دون حال . وقال الشنقيطي : المراد بما ذُكِر من العمى والصمم والبكم حقيقته ، ويكون ذلك في مبدأ الأمر ثم يَردّ الله تعالى إليهم أبصارهم ونطقهم وسمعهم ، فَيَرَون النار ويسمعون زفيرها وينطقون بما حكى الله تعالى عنهم في غير موضع . والله أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 03:27 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى