![]() |
ما معنى الآية : (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ...)
...
السؤال : بعد الشكر الجزيل أريد تعريف الآية الكريمة ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : الآية الكريمة نَـزَلت في شأن النبي صلى الله عليه وسلم مع عمِّـه أبي طالب . روى البخاري ومسلم من طريق سعيد بن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عم قل لا إله إلا الله ، كلمه أشهد لك بها عند الله . فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ؟! فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يَعْرِضها عليه ويُعيد له تلك المقالة ، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب ، وأبى أن يقول لا إله إلا الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما والله لأستغفرن لك ما لم أُنْـه عنك ، فأنزل الله عز وجل ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) ، وأنزل الله تعالى في أبي طالب ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) . وفي الآية مسألتان : الأولى : أن الذي نَفاه الله عن نبيِّـه صلى الله عليه وسلم من الهداية هي هداية التوفيق والإلهام . وقد أثبت الله لنبيِّـه صلى الله عليه وسلم الهداية في قوله تعالى : ( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم ) وهذه الهداية الْمُثبَتَة هي هداية الدلالة والإرشاد . الثانية : قوله تعالى : ( مَنْ أَحْبَبْتَ ) أي أحببت هدايته ، وقيل : أحببته لقرابته . قاله البغوي في التفسير . وقد يَرِد إشكال ، وهو : كيف يُحبّ النبي صلى الله عليه وسلم عمّـه ، وهو كافر ، وقد قال الله تعالى : ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) ؟ فالجواب عنه : أن هذه المحبّـة لأجل نُصرته للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولأنه كان يحوطه لقرابته منه . ثم إن هذه المحبة – على القول الثاني – أي أحبّه لقرابته ، وهذه محبة فِطرية جِبلِّـيّة لا يُلام عليها الإنسان . فكما أن المسلم لو تزوّج نصرانية أو يهودية فإنها سوف يُحبها لا لِدينها ولكن لما بينهما من العِشرة . ثم إن المودّة أعلى من مُجرّد المحبة . ولذا عـدّ ابن القيم رحمه الله المودّة خالِص الحبّ . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 07:45 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى