![]() |
الذي يغض بصره كيف يعوضه الله خيرا
...
الذي يغض بصره كيف يعوضه الله خيرا مما تركه لطاعة الله ؟ وهل يكون شقياً في الحياة ؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وكيف يكون شقياً من أخذ بمجامِع السعادة ، وتَرَك طريق الشقاوة ؟ فإن من ترك المعصية عوّضه الله نوراً في قلبه ، وحلاوة في الطاعة ، وتلذّذاً بالعبادة . ولذا كان إبراهيم بن أدهم في زهده وعبادته يقول : لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجلدونا عليه بالسيوف . أي ما نحن فيه من السعادة والأُنس بالله ، وانشراح الصدر ، وطمأنينة القلب ، وراحة النفس . فهذه لا تُشترى بالمال ، ولا تُدرك بقوّة الجاه والسلطان ، وإنما تُنال بنيل رضا الله ومحبته والإقبال على طاعته . ولو كانت السعادة تُشترى بالمال لكان الأثرياء أسعد الناس ، ولكن الملاحَظ أنهم من أشقى الناس – غالباً – ومن أضيق الناس صُدوراً ، وأنكدهم عيشاً ! ترى أحدهم يملك الأموال الطائلة ، وهو يـتأفف من حياته ! يشكو الضيق ، يشتكي من الهمّ ، يُقلقه القَلَق. فما الذي نَقَصَه ؟ تنقصه الطاعة تنقصه السعادة الحقيقية غير أن كثيراً من الناس يَطلب السعادة في غير مظانِّها ، ويبحث عنها في غير أماكن وُجودها . وقديما قيل : إن السفينة لا تجري على اليَبَسِ ! فالذي يُريد السعادة في المعصية لن يجد إلا الشقاء ، والذي يُتعب خيله في باطل لن يحصل إلا على العناء ، فليست السعادة في رقص وغناء ، وليست السعادة في أن تضيع الأعمار هباء ولذا كان الإمام الشافعي يقول : سهري لتنقيح العلوم ألـذّ لي *** من وصْـل غانية وطيب عنـاق وصرير أقلامي على صفحاتها *** أحلى مـن الدّوْكـاء والعشـاق وألذ من نقر الفتـاة لدفهـا *** نقري لألقي الـرمل عـن أوراقي وتمايلي طربـا لحل عويصة *** في الدرس أشهى من مدامة سـاق قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وَلَيْسَ لِلْقُلُوبِ سُرُورٌ وَلا لَذَّةٌ تَامَّةٌ إلا فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ وَالتَّقَرُّبِ إلَيْهِ بِمَا يُحِبُّهُ .وهنا زيادة فائدة : http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=7467 والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 11:47 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى