![]() |
ما حكم قول آليت عليك أن تستجيب دعائي ؟ أو مثلا أن تقضي حاجتي وذلك في الدعاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ وفقه الله ما حكم قول آليت عليك أن تستجيب دعائي ؟ أو مثلا أن تقضي حاجتي وذلك في الدعاء ؟ وهل يدخل في معنى الحديث على رسولنا أفضل الصلاة والسلام " رب رجل أشعث اغبر لو اقسم على الله لأبَرّه " ؟ وكيف يقسم الإنسان على الله ؟ وبورك فيكم . http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيك ووفقك معنى " آليت " أي حَلَفَت. قال القرطبي في التفسير : يُؤلُون : معناه يحلفون والمصدر إيلاء وألية وألوة وإلوة ... يقال آلى يؤلي إيلاء وتألى تأليا وائتلى ائتلاء أي حلف ومنه ( وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ ) . اهـ . وأما الإقسام على الله فلا يجوز . قال شيخنا الشيخ د . ناصر العقل – حفظه الله – : الإقسام على الله لا يجوز لما فيه من الـتّـألِّي على الله ، والحديث الوارد " لو أقسم على الله لأبرّه " إنما هو من باب الخبر ، ولكن مَنْ هُـم ؟ لا أحد يعلمهم إلا الله . اهـ . يعني في واقع الناس ، والذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كل ضعيف متضعف ، لو أقسم على الله لأبره . رواه البخاري ومسلم . وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبَرّه . رواه البخاري ومسلم . فهذا الذي جاء بالوصف ، فكأن من يُقسِم على الله يُزكِّي نفسه ، ويَعُدّ نفسه من أهل الجنة . أما من جاء النص عليهم في الأحاديث فيُعرَفون ، كالبراء بن مالك رضي الله عنه ، وكأنس بن النّضر رضي الله عنه . فقد روى الترمذي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبرّه ، منهم البراء بن مالك . قال الترمذي : هذا حديث صحيح حسن من هذا الوجه . وفي الصحيحين أن الرُّبَيِّع كَسَرَتْ ثنية امرأة ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص ، فقال أنس بن النّضر : يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا تُكسَر ثنيتها ، فرضوا بالأرش وتركوا القصاص ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه . قال الإمام النووي رحمه الله : وإنما حَلَفَ ثِقَة بهم أن لا يُحنِّثوه ، أو ثِقَة بفضل الله ولطفه أن لا يحنثه ، بل يُلهمهم العفو ، وأما قوله صلى الله عليه وسلم : : إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبرّه " معناه لا يحنثه لكرامته عليه . اهـ . وقال في قوله صلى الله عليه وسلم : " لو أقسم على الله لأبرّه " أي لو حَلَفَ على وقوع شيء أوقعه الله إكراما له ، بإجابة سؤاله ، وصيانته من الحنث في يمينه ، وهذا لِعِظَم مَنْزِلته عند الله تعالى ، وإن كان حقيرا عند الناس . وقيل : معنى القسم هنا : الدعاء ، وإبراره : إجابته . والله اعلم . وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ووجه تَعَجُّبِه [ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ] أن أنس بن النّضر أقسم على نفي فعل غيره مع إصرار ذلك الغير على إيقاع ذلك الفعل ، فكان قضية ذلك في العادة أن يحنث في يمينه ، فَأَلْهَمَ الله الغير العفو ، فَبَرّ قسم أنس . وأشار بقوله : " إن من عباد الله " إلى أن هذا الاتفاق إنما وقع إكراماً من الله لأنس لِيَبرّ يمينه ، وأنه من جملة عباد الله الذين يجيب دعاءهم ويعطيهم أربهم . اهـ . والخلاصة أنه لا يجوز للإنسان أن يُقسِم على الله ، ولم يكن هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا من فِعل أصحابه رضي الله عنهم ، إلا من نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدّم . وروى ابن الجوزي في المنتظم عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كم من ضعيف متضعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبَرَّه ، منهم البراء بن مالك قال : وأن البراء لقي زحفاً من المشركين ، وقد أوجف المشركون في المسلمين ، فقالوا : يا براء إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنك لو أقسمت على الله لأبَرَّكَ ، فأقْسِم على ربك . فقال : أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم ، فمنحوا أكتافهم ، ثم التقوا على قنطرة السوس فأوجفوا في المسلمين ، فقالوا : أقْسِم يا براء على ربك ، فقال : أقسمت عليك يا ربي لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيي صلى الله عليه وسلم ، فمنحوا أكتافهم ، وقُتِل شهيدا . وذكر ابن حجر في الإصابة أن ذلك كان يوم تستر . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 12:52 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى