![]() |
إني أُحِبُّ أن أُشكَر
إني أُحِبُّ أن أُشكَر...
قال أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه في قوله عز وجل : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ) قال : جَمَعَهم له يومئذ جميعا ما هو كائن إلى يوم القيامة ، فجعلهم أرواحا ثم صوّرهم واستنطقهم فتكلّموا وأخذ عليهم العهد والميثاق ، وأشهدهم على أنفسهم : ألستُ بِرَبّكم ؟ قالوا : بلى ، شهدنا . قال : فإني أُشْهِد عليكم السماوات السبع والأرضين السبع وأُشْهِد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة : لم نعلم ، أو تقولوا : إنا كنا عن هذا غافلين ، فلا تشركوا بي شيئا ، فإني أرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي ، وأنزل عليكم كتبي . فقالوا : نشهد إنك ربنا وإلَهنا لا ربّ لنا غيرك ولا إلَه لنا غيرك ، ورُفع لهم أبوهم آدم فنظر إليهم ، فرأى فيهم الغني والفقير ، وحسن الصورة وغير ذلك ، فقال : رب لو سوّيت بين عبادك . فقال : أني أُحب أن أُشكر . رواه الحاكم في المستدرك وجاء هذا المعنى عن الحسن رحمه الله عند ابن أبي شيبة وعند البيهقي في " شعب الإيمان " . تذكرت هذا المعنى ( أني أُحب أن أُشكر ) وأنا في المسجد، إذ جاء رجل يزحف على مقعدته ، حتى وصل إلى الإمام فكلمه قليلاً ثم أخذ يزحف باتجاه الصف الأول ليَمرّ مِن أمام المصلين ، فإذا هو رثّ الهيئة ، وقد بُـتِـر أحد ساقيه .. وكان إلى جواري رجل كبير في السن فلما رآه أخرج له مبلغا من المال ، فلما أعطاه إياه وانصرف عنه ذلك السائل بكى ذلك الرجل الذي كان إلى جواري ، ثم سمعته يحمد الله ويشكره . هل تأملنا في أصحاب البلاء وأصحاب العاهات فحمدنا الله على ما نحن فيه من نعماء ؟ فقد قال عليه الصلاة والسلام : من رأى صاحب بلاء فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا ، إلا عوفي من ذلك البلاء ، كائنا ما كان ما عاش . رواه الترمذي وابن ماجه وعند الترمذي من حديث أبي هريرة مرفوعاً : مَن رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا ، لم يصبه ذلك البلاء . قال أبو جعفر محمد بن علي : إذا رأى صاحب بلاء ، فتعوّذ منه يقول ذلك في نفسه ، ولا يُسمع صاحب البلاء . قال علماؤنا : إذا كان البلاء نحو مرض أو عاهة فإنه يتعوّذ في نفسه لئلا يؤثر في نفس المريض أو المبتلى ، وإن كانت معصية كشرب خمر أو تعامل بالربا ونحو ذلك ، فإنه يتعوّذ مما وقع فيه لأنه أبلغ في نفسه إذا سمع الناس يتعوّذون بالله مما ابتلي هو به . هل فكّرنا أننا في عافية ؟ نقوم ونقعد ننام وننهض نذهب حيث شئنا لا نحتاج إلى مساعدة أحد هذه نِـعـم تحتاج مِـنّـا إلى شكر بل على مزيد شكر قال أبو الدرداء رضي الله عنه : كم مِن نعمة لله في عرق ساكن . كيف لو اضطرب ذلك العِرق أو تحرّك ؟ هل يهدأ لك بال ؟ هل ترتاح بنوم ؟ قليل من يتأمل في نعم الله عليه التي لا تُعـد ولا تُحصى . فاللهم ارزقنا شُكر نِعمك وأعِـنّـا على ذِكرك وشكرك وحسن عبادتك ................ بقلم فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن عبد الله السحيم -حفظه الله- |
الساعة الآن 06:19 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى