![]() |
ما هي ضوابط معرفة أهل البِدع ؟
السلام عليكم ورحمه الله هل صحيح أن الشيخ الألباني و الشيخ ابن باز أجازوا لأحد أن يقول فيمن شاء جاهل أو منافق أو مبتدع ؟ وما هي ضوابط معرفة أهل البِدع ؟ وهل يُمكن القول بأن شيوخ بلد ما كلهم مِن أهل البِدع ؟ http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وأعانك الله . ليس بِصحيح أن الشيخ الألباني أو الشيخ ابن باز أجازوا لأحد أن يقول ما شاء فيمن شاء ! ومن عَرف منهج علمائنا الكِبار علِم أنهم أبعد الناس عن تصنيف الناس ، إلاَّ فيما دَعَتْ إليه الحاجة من الكلام في الرِّجَال ، ومع ذلك كانت تَزينهم عِفّة اللسان ، مع الوَرَع الصادق – نحسبهم والله حسيبهم – . وليس من منهج علماء الأمة الوقيعة في أعراض عِباد الله ، ولا إطلاق الألسنة في العلماء ، وإن وقع بعضهم في البِدَع . وأهل العِلْم قديما وحديثا يغضّون الطّرف عن زلاّت العلماء ، خاصة إذا كان لهم أثر في الناس . فهذا إمام أهل السنة – الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله – يضرب لنا أروع الأمثلة في التعامل مع الْمُخالِف ، ومع مَن وقَع في شيء من البِدَع . وكيع بن الجراح شيخ الإمام أحمد ووكيع إمام من أئمة المسلمين . قال فيه الإمام أحمد : ما رأيت أحدا أوْعى للعِلم ولا أحفظ مِن وكيع . قال الذهبي : كان أحمد يُعظم وَكِيعًا ويُفخِّمه . وقال ابن عمار : ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث مِن وكيع ، وكان جهبذا . وهو إمام وجَبل مِن جِبال العِلم . قال صالح بن أحمد : قلت لأبي : أيما أثبت عندك وكيع أو يزيد ؟ فقال : ما منهما بحمد الله إلاَّ ثَبْت ، وما رأيت أوْعَى للعلم من وكيع ، ولا أشْبه مِن أهل النسك منه ، ولم يختلط بالسلطان . وقد كان وكيع يشرب النبيذ فقد سُئل عن النبيذ : هو عندي أحلّ مِن ماء الفرات ! وهل كان الإمام أحمد يعلم هذا عن وكيع ؟ نعم ، مع أن الإمام أحمد رحمه الله يَقول بتحريم النبيذ الذي يشربه شيخه وكيع . قال أبو حاتم الرازي : ذَكَرت لأحمد بن حنبل مَن شَرِب النبيذ مِن مُحَدّثي الكوفة ، وسَمّيت له عددا منهم ، فقال : هذه زلاّت لهم ولا تَسْقُط بِزَلاتهم عَدالتهم . وكان في وكيع تَشيّع . ولذلك لما قيل للإمام أحمد رحمه الله : إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن بقول مَنْ نأخذ ؟ فقال : نُوافق عبد الرحمن أكثر ، وخاصة في سُفيان كان مَعْنِيًّا بِحديثه ، وعبد الرحمن يَسْلَم مِنه السّلف ، ويجتنب شُرْب المسكر ، وكان لا يَرى أن يُزْرَع في أرض الفُرات . قال الذهبي في سيرة وكيع : مَرّ قول أحمد : إن عبد الرحمن يَسْلَم منه السلف ، والظاهر أنَّ وَكيعا فيه تَشيع يَسير لا يَضُرّ - إن شاء الله - فإنه كوفي في الجملة ! وقد صنف كتاب فضائل الصحابة سمعناه قدّم فيه باب مناقب عليّ على مناقب عثمان رضي الله عنهما . اهـ . وهذا إمام أهل السنة يَروي عنه ، ويتتلمذ على يديه ، ويدع بدعته له . بل إن من شيوخ الإمام أحمد – كذلك – عبد الرزاق بن همام الصنعاني ، ورَحَل إليه الإمام أحمد في اليمن هو ويحيى بن مَعين ، وأخذا عنه ورويا عنه أحاديث ، وعبد الرزاق فيه تشيّع أيضا . ولما بلغ يحيى بن معين أن أحمد بن حنبل يتكلم في عبيد الله بن موسى بِسبب التشيع قال يحيى : والله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة لقد سَمِعْتُ من عبد الرزاق في هذا المعنى أكثر مما يقول عُبيد الله بن موسى ! والإمام قتادة بن دعامة السدوسي قال عنه الإمام الذهبي : حافظ العصر قدوة المفسِّرين والمحدِّثين . قال ابن شوذب : ما كان قتادة يَرضى حتى يَصيح به صياحا - يعني القَدَر - . قال الذهبي : وهو حجة بالإجماع إذا بيّن السماع ، فإنه مدلس معروف بذلك ، وكان يرى القَدَر - نسأل الله العفو - ومع هذا فما توقّف أحد في صدقه وعدالته وحفظه ، ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنـزيهه وبذل وسعه ، والله حكم عدل لطيف بعباده ، ولا يسأل عما يفعل ، ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعلم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعُرف صلاحه وورعه واتّباعه يُغفر له زلَـله ولا نُضلِّـله ونطرحه وننسى محاسنه . نعم ، ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ، ونرجوا له التوبة من ذلك . قال الإمام الذهبي : ومع هذا الاعتقاد الرَّدِي ما تأخَّر أحَدٌ عن الاحتجاج بِحَدِيثه - سامحه الله – . اهـ . ونقول في حق هؤلاء الأئمة والعُلأماء والدُّعاة ما قاه إمام أهل السنة : " هذه زَلاّت لهم ولا تَسْقُط بِزَلاتهم عدالتهم " وسبق الجواب عن هذا السؤال : متى أحذر من صاحب البدعة وما هي مواصفات أهل البدع ؟ http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=2247 ولا يُمكن الْحُكم على علماء بلد بأنهم مُبْتَدِعَة . ولا يَصِحّ كثير مما يُقال عن كثير ممن يُقدَح بهم مِن علماء الأمَّـة ، خاصة الذين يَدْعُون إلى التمسّك بالسُّـنَّـة ، والعودة بالأمة إلى الكِتاب والسنة . ونسأل الله سلامة الصَّدْر ، وأن نكون كَمَن قال الله فيهم : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) . فاللهم لا تجعل في قلوبنا غِلاًّ للذين آمنوا . والله تعالى أعلم . المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 03:33 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى