![]() |
من الأحاديث النبوية أحاديث مصنفة على أنها من الأحاديث الضعيفة . ما معنى ذلك ؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
هناك الكثير من الأحاديث النبوية المصنفة على أنها من الأحاديث الضعيفة . ما معنى ذلك ؟ وهل تترك بالكلية أم هناك تفصيل في هذه المسألة ؟ وهل هناك كتب مختصره أو مواقع على الشبكة ممكن أن تفيدنا في هذا الخصوص ؟ وجزاكم الله خيرا http://al-ershaad.com/vb4/image/bsmlaa.gif الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيراً الأحاديث الصحيحة فيها كفاية وغُنية ، ولو أراد المسلم أن يَعمل بكلّ ما صح ، ما استطاع . وأما الأحاديث الضعيفة ، فإن العلماء من المحدِّثين وغيرهم كانوا يَحتاطون لِحديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يَقبلُون إلا ما صحّ عندهم ، بل كانوا إذا شكّوا في حديث الراوي تركوا العمل به وبَرَزت عناية علماء الأمة بالسنة النبوية مما لا مثيل له في أمة من الأمم ، ولا في عِلم من العلوم ، ويظهر ذلك واضحا جليا في عناية المحدِّثين بالأسانيد ، وعنايتهم بتراجم الرجال . ولعلنا نُشير - مُجرّد إشارة - إلى نُتف من عناية الأمة بالسنة ، وعناية الْمُحدِّثِين به سنداً ومتناً ، رواية ودراية ، فمن ذلك : تصحيح لفظ دون لفظ . وتصحيح أول الحديث دون آخره ، والعكس . تصحيح حديث راو في شيخ دون بقية شيوخه ، والعكس : تضعيف حديث راو في شيخ مُعيّن . إلى غير ذلك مما يَدلّ على عناية الأمة بالسنة النبوية . وعُنيَتِ الأمة بالأسانيد عناية بالغة لا تُعرف لأمة من الأمم .. قال ابن حزم : كثير من نقل اليهود - بل هو أعلى ما عندهم - إلا أنهم لا يقربون فيه من موسى كَقُرْبِنا فيه من محمد صلى الله عليه وسلم ، بل يَقِفُون ولا بُدّ حيث بينهم وبين موسى عليه السلام أزيد من ثلاثين عصراً في أزيد من ألف وخمسمائة عام ، وإنما يبلغون بالنقل إلى هلال وشماني ومرعقيما وأمثالهم ، وأظن أن لهم مسألة واحدة فقط يروونها عن حبر من أحبارهم عن نبي من متأخري أنبيائهم أخذها عنه مشافهة في نكاح الرجل ابنته إذا مات عنها أخوه ، وأما النصارى فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق وحده فقط ، على أن مَخْرَجه من كذاب قد صَحّ كذبه . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ودلائل صِدق المخبر وكَذِبه كثيرة متنوعة ليس هذا موضع بسطها ، ولكن المقصود هنا أن المسلمين تواتر عندهم عن نبيهم ألفاظ القرآن ومعانيه المجمع عليها ، والسنة المتواترة وعندهم عن نبيهم أخبار كثيرة معلومة الصدق بطرق متنوعة ، كتصديق الأمة المعصومة ، ودلالة العادات وغير ذلك ، وهم يحفظون القرآن في صدورهم لا يحتاجون في حفظه إلى كتاب مسطور ، فلو عُدِمَت المصاحف من الأرض لم يَقْدَح ذلك فيما حفظوه ، بخلاف أهل الكتاب فإنه لو عُدِمَت نسخ الكتب لم يكن عندهم به نقل متواتر بألفاظها ، إذ لا يحفظها - إن حفظها - إلا قليل لا يوثق بحفظهم ، فلهذا كان أهل الكتاب بعد انقطاع النبوة عنهم يقع فيهم من تبديل الكتب ، إما تبديل بعض أحكامها ومعانيها ، وإما تبديل بعض ألفاظها ما لم يقوموا بتقويمه ، ولهذا لا يوجد فيهم الإسناد الذي للمسلمين ، ولا لهم كلام في نَقَلَةِ العلم وتعديلهم وجرحهم ، ومعرفة أحوال نَقَلَةِ العلم ما للمسلمين ولا قام دليل سمعي ولا عقلي على أنهم لا يجتمعون على خطأ ، بل قد عُلِمَ أنهم اجتمعوا على الخطأ لما كذَّبوا المسيح ، ثم كذبوا محمداً ، فإذا كانت الكُتُب المنقولة عن الأنبياء من جنس الكتب المنقولة عن محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم تكن متواترة عنهم ، ولم يكن تصديق غير المعصوم حجة لم يكن عندهم من العلم بالتمييز بين الصدق والكذب ما عند المسلمين . اهـ . ومن هذا المنطَلق اعتنى علماء الإسلام بتدوين السنة النبوية ، ونقل كل ما يتعلّق بها ، حتى نقلوا أقوال الأئمة في الرِّجال ، بل نَقَلوا الإشارة وتعبيرات الوجوه في تعديل وتجريح الرواة ! واعتنى العلماء قديما وحديثا بالتصحيح والتضعيف ، فيَجِد القارئ أنهم يُصحِّحون لفظة دون سواها ، أو يُصَحِّحون حديثا دون حرف أو لفظة واحدة . وسبق بيان الأحاديث الموضوعة وأثرها على المجتمع المسلم http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=4421 وأما المواقع فمن أشملها في هذا الباب موقع الدرر السنية ، وهو هنا : http://www.dorar.net/mhadith.asp والله أعلم المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم عضو مركز الدعوة والإرشاد |
الساعة الآن 10:16 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى