![]() |
المِسـك يا ( مسـك...)
المِسـك يا ( مسـك...)
المسك أطيب الطيب قال صلى الله عليه وسلم : كانت امرأة من بني إسرائيل قصيرة تمشي مع امرأتين طويلتين فاتخذت رجلين من خشب وخاتما من ذهب مغلق مطبق ، ثم حشته مسكا - وهو أطيب الطيب - فمرّت بين المرأتين فلم يعرفوها ، فقالت بيدها هكذا ، ونفض شعبة يده . رواه مسلم . وعند أحمد عن أبي سعيد الخدري قال : ذُكر المسك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هو أطيب الطيب . والمسك تُحبه النفوس، ولذا جعل الله تُربة الجنة من المسك، قال صلى الله عليه وسلم – في حديث الإسراء الطويل - : ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى وغشيها ألوان لا أدري ما هي ، ثم أدخلت الجنة ، فإذا فيها حبايل اللؤلؤ ، وإذا ترابها المسك . رواه البخاري ومسلم . ووُصِف عرق أول زمرة تدخل الجنة بذلك قال صلى الله عليه وسلم : أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر ، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون ، آنيتهم فيها الذهب ، أمشاطهم من الذهب والفضة ، ومجامرهم الألوة ، ورشحهم المسك ، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن ، لا اختلاف بينهم ولا تباغض ، قلوبهم قلب رجل واحد يسبحون الله بكرة وعشيا . ولما كان المسك مُحبباً إلى النفوس كانت رائحة الحور العين أطيب من المسك، قال عليه الصلاة والسلام : لقاب قوس أحدكم خير من الدنيا وما فيها ، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى الدنيا لملأت ما بينهما ريح المسك ، ولَطُيِّب ما بينهما ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها . رواه الإمام أحمد . ووُصفت رائحة حوضه عليه الصلاة والسلام بذلك، فقال عليه الصلاة والسلام : حوضي مسيرة شهر ؛ ماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من شرب منها فلا يظمأ أبدا . رواه البخاري ومسلم . قال أنس بن مالك رضي الله عنه : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكوثر ، فقال : هو نهر أعطانيه الله عز وجل في الجنة ؛ ترابه المسك ، ماؤه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل تَرِدُه طير أعناقها مثل أعناق الـجُـزُر ( الإبل ) فقال أبو بكر : يا رسول الله انها لناعمة ؟! فقال : آكلها أنعم منها . رواه الإمام أحمد . وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بينما أنا أسير في الجنة إذ عرض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوّف . قال : فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك عز وجل . قال : فضربت بيدي فيه ، فإذا طينه المسك الأذفر ، وإذا رضراضه اللؤلؤ . . رواه الإمام أحمد . والرضراض : الحصى أو صغار الحصا . ولطيب رائحة المسك فقد شُبّهت رائحة كفه عليه الصلاة والسلام برائحة المسك قال وائل بن حجر رضي الله عنه : لقد كنت أصافح رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يمس جلدي جلده ، فأتعرّفه بعد في يدي ، وإنه لأطيب رائحة من المسك . قال أبو جحيفة رضي الله عنه : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء ، فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين ، وبين يديه عنـزة كان يمر من ورائها المرأة ، وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم . قال : فأخذت بيده فوضعتها على وجهي ، فإذا هي أبرد من الثلج ، وأطيب رائحة من المسك . رواه البخاري . وعند أحمد عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال : أُتيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء ، فشرب منه ، ثم مج في الدلو ثم في البئر ، ففاح منه مثل ريح المسك . ولفظه عند ابن ماجه : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أتى بدلو فمضمض منه ، فمجّ فيه مسكا أو أطيب من المسك ، واستنثر خارجا من الدلو . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُحب المسك ويتطيّب به قالت عائشة رضي الله عنها : كأني انظر إلى وبيص المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو محرم . رواه مسلم . وشُبِّـه الجليس الصالح بحامل المسك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك ، إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد ريحا خبيثة . رواه البخاري ومسلم . ووُصفت رائحة دم الشهيد وشُبّهت بالمسك قال عليه الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يكلم في سبيله - إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم ، والريح ريح المسك . رواه البخاري ومسلم . وشُبه به طيب خلوف فم الصائم عند الله يوم القيامة ؛ لأنه أثر عبادة يُحبها الله ، قال عليه الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك . رواه البخاري ومسلم . وفي الكلمات الخمس التي أمر الله بهن يحي عليه الصلاة والسلام أن يُبلغهن بني إسرائيل : وآمركم بالصيام ، فإن مثل ذلك كمثل رجل معه صرّة من مسك في عصابة كلهم يجد ريح المسك ، وإن خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك . . رواه الإمام أحمد . ووُصفت الريح التي تقبض أرواح المؤمنين برائحة المسك قال صلى الله عليه وسلم : لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك ، ثم يبعث الله ريحا كريح المسك مسها مس الحرير فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته ، ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة . رواه مسلم . ورائحة روح المؤمن إذا خرجت وصعدت إلى السماء كرائحة المسك قال صلى الله عليه وسلم :إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها - فذكر من طيب ريحها ، وذكر المسك - قال : ويقول أهل السماء : روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه ، فينطلق به إلى ربه عز وجل ، ثم يقول : انطلقوا به إلى آخر الأجل . قال : وإن الكافر إذا خرجت روحه - وذكر من نتنها ، وذكر لعناً - ويقول أهل السماء : روح خبيثة جاءت من قبل الأرض . قال فيقال : انطلقوا به إلى آخر الأجل . قال أبو هريرة رضي الله عنه : فَرَدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة كانت عليه على أنفه هكذا . رواه مسلم . قال أبو العالية : كان لأنس بستان يحمل في السنة مرتين ، وكان فيه ريحان يجيء منه ريح المسك . رواه الترمذي .وذلك ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأنس رضي الله عنه . فنسأل الله أن تكون روائح أرواحنا إذا فارقت أجسادنا أطيب من المسك، ونسأله تبارك وتعالى أن يُوردنا حوض نبيه الذي ريحه أطيب من ريح المسك ، ونسأله سبحانه مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم الذي رائحة كفه أطيب من المسك، ونسأله سبحانه أن يُدخلنا الجنة التي ترابها المسك كتبه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم |
الساعة الآن 06:46 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, by
Sherif Youssef
يُشْترَطُ فِي حَالِ نَقْلِ الفَتَاوَى مِنْ مُنْتَدَياتِ الإرْشَادِ ذِكْرُ اِسْمِ فَضَيلةِ الشَيْخِ عَبْدِ الرَحمنِ السُحَيْمِ أَوْ ذِكْرُ اسْمِ المُنْتَدى